الرأي

أغنام الشيخ ليست للتجارة

تقريبا

فواز عزيز
ميزة القوي الواثق أنه لا يظهر في بداية المعركة، بل ينتظر المواقف الصعبة التي تحتاج أقوياء يمتلكون ثقة عالية ولا يخشون في «الصدع» بالحق لومة لائم!

غاب عضو مجلس الشورى الشيخ عيسى الغيث عن قضية كان طرفا فيها، وطرفها الثاني «أغنام»، وما بينهما «نصاب»، فكان ما كان من جريمة سُلب فيها ماله ونجا هو من الموت، لكنه حين ظهر وأماط اللثام عن وجهه، جاء بالغزير من الكلام الذي تضمن اتهامات كثيرة وقاسية للسفارة السعودية في الأردن، فكتب بيانه بـ 2000 كلمة!

غضب الشيخ بداية من تعامل السفارة معه باعتباره «مواطنا» وليس بقيمته الوطنية والشرعية، فهو لم يطالب بذلك كما ينفي. وغضب من ضعف تفاعل مسؤولي السفارة مع قضيته كما تفعل مع كل مواطن مسروق. وغضب ثالثا من تصريحات السفارة التي يراها كذبا ومغالطات وإساءة لشخصه رغم أنها لم تذكر اسمه، إلا أن كل السعوديين عرفوا أنه الشخص المنصوب عليه. غضب الشيخ وسكت، وغضب وتحدث من وراء حجاب، وغضب ثالثا فانفجر بـ 2000 كلمة باسمه وصورته، وأرفق الوعيد والتهديد بالشكوى لولي الأمر ووزير الخارجية وحقه في اللجوء إلى القضاء!

ورغم غزارة بيان الشيخ إلا أنه لم يخل من البشرى بـ«بيان» قادم سيصدره ردا على الأمن الأردني، وربما إذا ردت السفارة فسيزيد الشيخ بياناته إلى ثلاثة «وإن زدتم زدنا».

يؤكد الشيخ أن البيان لم يكن لولا توضيحات وتصريحات وبيانات السفارة «المضللة» و«المغلوطة» والمملوءة بالتناقضات، والتي خالفت الحقائق «الدامغة»، وأساءت للشيخ، وشوهت سمعته بالباطل في «مخالفة صريحة لأحكام الشريعة الإسلامية» و«القوانين» المرعية و«الأنظمة» و«اللوائح» و«التعليمات»، فضلا عن إساءتها للمصلحة الوطنية وحقوق المواطنين، كما يقول.

بالتهم العظيمة التي وجهها القاضي السابق وعضو الشورى الحالي لسفارتنا في الأردن تكون مضت جولة من «المصارعة» وباقي جولات، والفائز من يبقى حتى النهاية!

(بين قوسين)

بما أن الشيخ ينفي التجارة عن أمواله المسلوبة، ويؤكد أنها لشراء أغنام بقيمة 412 ألف ريال، فيجب على كل من انتقده الاعتذار، لأن امتلاك الأغنام ليس من التجارة في شيء، بل يدخل في باب إكرام الضيوف، والاستمتاع معها في البر، فقط لا غير!