الرأي

تحفيز الخطاب التصعيدي على تبني العنف

تفاعل

العوامل التي تدفع إلى تبني العنف والانضمام إلى الإرهاب عديدة، لكن أعتبر الخطاب التصعيدي أحد أهم العوامل. إذا قدم إلى شاب في مقتبل العمر خطاب تصعيدي مكثف يتحدث عن جراحات المسلمين وتكالب الأعداء ماذا سوف يفعل الشاب؟ سيكون واحدا من هذه الخيارات:

1) يجد نفسه غير قادر على عمل شيء يزيل الهوان عن المسلمين، فينصرف إلى شؤونه الخاصة ويتغافل عن ما يحدث للمسلمين.

2) يتحول إلى واحد ممن يزايدون على جراح الأمة ويتكون منبر تصعيد آخر.

3) يتبنى خيار العنف.

الأعمال الانتحارية التي يقوم بها المتشددون لا قيمة لها، إنها مجرد العنف من أجل العنف، إنها لا تدفع الهوان عن المسلمين، لكن لما يتشرب شاب الخطاب التصعيدي يجد نفسه مدفوعا لعمل شيء سريع، حتى يريح ضميره ويبرئ نفسه، ولا أسهل من استهداف مسلمين في مسجد بعبوة ناسفة!

حالة الهوان التي تعيشها الأمة بمجموعها، سببها ليس تكالب الغرب أو خيانة حكام المسلمين لبلدانهم كما يصور دعاة الخطاب التصعيدي، وإنما سببها التقصير العام من قبل مجموع المسلمين. فلو عمل القاضي والطبيب والمعلم والتاجر وأنا وأنت فعلا بما يجب أن نقوم به، لتحسن حال المسلمين، اليهود كعدد، قليلون جدا، لكنهم كأفراد متميزون وهذا ما يجعل الإساءة إليهم مكلفة.

إحدى خطوات الخروج من نفق الإرهاب المظلم أن يتوجه الخطاب الديني والثقافي بما يستطيع الشاب أن يفعله، مثلا قيادة السيارة بانضباط، الاجتهاد في العمل، قراءة كتاب.