فضحتك!
الاثنين / 6 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الاثنين 15 فبراير 2016 20:30
اقتحام خصوصية الآخرين نابع من تدني مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بشكل عام، فهنالك أناس يعتقدون أنه من السهل جدا التدخل فيما لا يعنيهم، وإبداء آرائهم تجاه ما يشاهدون ويسمعون ممن حولهم، حتى إن لم يكونوا معنيين بالموضوع، ولو من باب الفرجة والفضول، وربما يتطور ذلك إلى تجاوز احترام خصوصية الآخرين.
لكل إنسان مجموعة من الأمور الخاصة التي لا يحب أن يطلع عليها الآخرون، أو بعض الناس، ولا بد من احترام خصوصية الأشخاص والحفاظ على أسرارهم، لأن من شأن ذلك زيادة الثقة بين الناس، وتوثيق الروابط الاجتماعية، لأنه في كثير من الأحيان، يؤدي عدم احترام الخصوصية إلى نشوب المشكلات، وضعف الثقة، والتعدي على حقوق الآخرين. قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم»، في هذه الآية نهي عن ثلاثة أفعال وفق ترتيب جميل، حيث يمكن القول إن كل واحد منها ذنب أعظم من الذنب السابق عليه:
في المرحلة الأولى تنهى الآية عن سوء الظن بحق الآخرين، إذ إن سوء الظن بالأفراد يكون منشأ للاعتداء على شخصياتهم، أي إنه في الواقع يبدأ بصيانة شخصية أعضاء المجتمع من هذه النقطة بأن لا تسيئوا الظن بالناس حتى في قلوبكم. في المرحلة الثانية تصل النوبة ـ بعد مرحلة سوء الظن ـ إلى مرحلة تتبع زلات الآخرين وقد نهي عنه في هذه الآية أيضا. المرحلة الثالثة هي الغيبة، إذا اطلعتم على عيب شخص فلا تبينوا ذلك للآخرين، ولا تثيروا سوء ظنهم إزاءه ولا تخبروهم عن عيوبه وأسراره ولا تهدروا كرامته في المجتمع.
اليوم وصل التناحر عند البعض بسبب خلاف فكري إلى الكيد بالعداوة المقرون بالحقد، والتشفي وحب الانتقام، وهنا تأتي الرسائل الكيدية على اختلاف أشكالها وطرق توصيلها، لتقوم بهذه المهمة المشبوهة، والمهينة لكرامة الإنسان إذا أقدم عليها، قبل إهانتها لمن نتوجه إليه. الخلاف إذا تحول إلى حقد دفين لا نجاة منه إلا بالكيد والإساءة ونقل صور بشعة عن أمر ما يراد من ذلك الوصول إلى غاية غير شريفة، للانتقاد أو التشفي أو تصفية حسابات قديمة، وهنا تكمن الخطورة. أغلب المجتمع إما مشارك في الحملات المستعرة التي تدق الطبول وتتفنن في فضح الآخرين والبحث عن زلاتهم، أو سلبي يتفرج بدون أي سعي للدفاع عن أعراض الناس واحترام خصوصياتهم.
اليوم نطلب من الدولة وليس من غيرها أن تتحرك لوقف الأطراف التي تفتعل قضايا جانبية من شأنها إشغال الناس والرأي العام عن قضايانا المصيرية الأهم، كما أنها تستدعي بعبثها عيون العالم «المتربصة» بنا، وأنا هنا أختم بتغريدة رصينة غرد بها الأستاذ جمال خاشقجي «ليت كبير عاقل يكمل إجراءات الهدنة بين القبائل الفكرية المحتربة في بلادنا، لأن المرحلة تستوجب اتحاد الكلمة وعدم إشغال الرأي العام بقضايا هامشية» نتمنى ذلك وفي القريب العاجل.
alfarhan.i@makkahnp.com
لكل إنسان مجموعة من الأمور الخاصة التي لا يحب أن يطلع عليها الآخرون، أو بعض الناس، ولا بد من احترام خصوصية الأشخاص والحفاظ على أسرارهم، لأن من شأن ذلك زيادة الثقة بين الناس، وتوثيق الروابط الاجتماعية، لأنه في كثير من الأحيان، يؤدي عدم احترام الخصوصية إلى نشوب المشكلات، وضعف الثقة، والتعدي على حقوق الآخرين. قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم»، في هذه الآية نهي عن ثلاثة أفعال وفق ترتيب جميل، حيث يمكن القول إن كل واحد منها ذنب أعظم من الذنب السابق عليه:
في المرحلة الأولى تنهى الآية عن سوء الظن بحق الآخرين، إذ إن سوء الظن بالأفراد يكون منشأ للاعتداء على شخصياتهم، أي إنه في الواقع يبدأ بصيانة شخصية أعضاء المجتمع من هذه النقطة بأن لا تسيئوا الظن بالناس حتى في قلوبكم. في المرحلة الثانية تصل النوبة ـ بعد مرحلة سوء الظن ـ إلى مرحلة تتبع زلات الآخرين وقد نهي عنه في هذه الآية أيضا. المرحلة الثالثة هي الغيبة، إذا اطلعتم على عيب شخص فلا تبينوا ذلك للآخرين، ولا تثيروا سوء ظنهم إزاءه ولا تخبروهم عن عيوبه وأسراره ولا تهدروا كرامته في المجتمع.
اليوم وصل التناحر عند البعض بسبب خلاف فكري إلى الكيد بالعداوة المقرون بالحقد، والتشفي وحب الانتقام، وهنا تأتي الرسائل الكيدية على اختلاف أشكالها وطرق توصيلها، لتقوم بهذه المهمة المشبوهة، والمهينة لكرامة الإنسان إذا أقدم عليها، قبل إهانتها لمن نتوجه إليه. الخلاف إذا تحول إلى حقد دفين لا نجاة منه إلا بالكيد والإساءة ونقل صور بشعة عن أمر ما يراد من ذلك الوصول إلى غاية غير شريفة، للانتقاد أو التشفي أو تصفية حسابات قديمة، وهنا تكمن الخطورة. أغلب المجتمع إما مشارك في الحملات المستعرة التي تدق الطبول وتتفنن في فضح الآخرين والبحث عن زلاتهم، أو سلبي يتفرج بدون أي سعي للدفاع عن أعراض الناس واحترام خصوصياتهم.
اليوم نطلب من الدولة وليس من غيرها أن تتحرك لوقف الأطراف التي تفتعل قضايا جانبية من شأنها إشغال الناس والرأي العام عن قضايانا المصيرية الأهم، كما أنها تستدعي بعبثها عيون العالم «المتربصة» بنا، وأنا هنا أختم بتغريدة رصينة غرد بها الأستاذ جمال خاشقجي «ليت كبير عاقل يكمل إجراءات الهدنة بين القبائل الفكرية المحتربة في بلادنا، لأن المرحلة تستوجب اتحاد الكلمة وعدم إشغال الرأي العام بقضايا هامشية» نتمنى ذلك وفي القريب العاجل.
alfarhan.i@makkahnp.com