الرأي

الشعب السعودي يحب خنَّاقه!!

بعد النسيان

رغم أن عمل (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الميداني قائم أساساً على سوء الظن المنهي عنه بنص القرآن المجيد، ورغم أن تجاوزاتها الفردية تقوم على التجسس المنهي عنه بنص القرآن المجيد أيضاً، ورغم أن مداهماتها تبطش بفريستها بطش الجبارين المذموم بنص القرآن المجيد أيضاً، ورغم أن التجاوزات الفردية لا تتورع عن خيانة المجتمع بنصب الكمائن، ثم بهتك الأعراض وكشف الستر والتشهير بالصيد السمين، وكل ذلك محرَّم على الذين آمنوا بنص القرآن المجيد، ورغم أنها تُمارس الوصاية على الناس وتسلبهم مسؤوليتهم (الفردية) عن دينهم وأعراضهم، التي حملهم الله تعالى إياها (فرادى)، وسيحاسبهم على الإخلال بها (فرداً فرداً) كما ينص القرآن المجيد أيضاً، ورغم أن تقارير الجهاز الرسمية التي ترفع لولي الأمر تدين المجتمع كله بارتكاب مخالفة شرعية كل دقيقتين، بحيث تستغرب كيف تمتلئ المساجد والمستشفيات والمطارات من الشعب نفسه في الوقت نفسه؟ وكيف استطاع الجهاز ضبط كل هذه المخالفات، وهي لا تمثل سوى (5%) فقط والباقي ـ حسب التقارير ـ في باب الستر؟ حتى لو استعان بمن يقبض عليهن من المخالِفات التائبات القانتات النادمات ـ كما وقع (2009) في نصب كمينٍ للاعب شهير ـ أو بمن يداهمهم من الجن «اسم الله علينا»؛ عبر السحرة الذين خصص الجهاز جيشاً من الـ(جموس بوند) لملاحقتهم!!

رغم كل هذه المراغم الفاضحة الفادحة؛ فإن نسبة لا يستهان بها من الشعب السعودي تحب الهيئة، وتموت في (دباديب) أسودها، وتدعو على من توسوس له نفسه بانتقادها: أن يشل الله أركانه، تعالى الله عما نقول!

إنه شعب (خَلْ بينك وبين النار مطوّع) رغم أنه يسمع قوله تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)! وهو شعب (سألتُ الله يجمعني بليلى) لا يشتهي أن يتحمل أدنى مسؤولية، ويريد من الحكومة ـ ممثلةً في الهيئة والسفارات في الخارج ـ أن تحمي شرفه وتصون عرضه ودينه نيابةً عنه!!

وهو شعب ليس نائماً؛ وإلا لأيقظته أولى المطاردات التي أزهقت أرواحاً لم تهرب إلا لحماية سمعتها من التشهير! لكنه شعب (مْتَنَيْوِم - مُتَنَيئِم) وجد اليوم سبباً آخر لحب الهيئة ألا وهو: تزويده كل ليلة بـ(هاشتاقٍ) جديد يشبع تحته (طقطقة)!!!!!!!

so7aimi.m@makkahnp.com