الرأي

عندما يذكرك بعض الناس بخير ويذكرك الله بسوء

تفاعل

«طلبناك يا بوفلان تمشي الموضوع خلي الناس تذكرك بخير»! هذه الجملة ومثيلاتها هي ما يتشدق بها أصحاب المصالح الخاصة الذين يبحثون عن استثناءات للحصول على أكثر مما يستحقونه بموجب النظام سواء كان هذا الاستثناء ماديا أو إداريا، أو الذين يحاولون التهرب والتملص من دفع ما عليهم من حقوق لجهة عملهم أو للآخرين، أو إرجاع ما بعهدتهم من مواد استلموها سابقا بسبب الوظيفة، أو المتسببين في تلف الأموال العامة إهمالا منهم وربما عمدا.

كل من يذكرونه بالخير أصحاب المصالح الخاصة الباحثين عن الاستثناءات ولو كانت على حساب الآخرين أو المتهربين من إرجاع الحقوق لأهلها فعليه مراجعة حساباته، لأنهم عندما يذكرونك بخير فاعلم أن الله قد ذكرك بسوء لأنك قد ضيعت الأمانة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة».

ويعظم الأمر عندما تكون قد أسهمت بسلطتك أو قوتك في سلب حق لشخص وإعطائه لآخر، فاعلم أنك سوف تحاسب يوم القيامة على شيء ربما لم تستفد منه أنت في الدنيا سوى إرضاء لأصحاب المصالح، فمن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه.

وغالبا ما يقع الظلم في المجتمع أو على أفراده عندما يحصل بعض أفراد المجتمع على أكثر مما يستحقونه، أو عندما يهضم البعض حقوق الآخرين بمساعدة من لديه سلطة أو قوة أو مكانة اجتماعية. فعندما يشيع الظلم في المجتمع يفقد ترابطه وتنتشر الكراهية بين الناس، وربما يلجأ البعض لأخذ حقوقه بالقوة دون الرجوع إلى سلطة الدولة.

«تكفى يا بوفلان طلبناك لا تمشي الموضوع لأصحاب المصالح الخاصة على حساب المجتمع وأفراده، خلينا نذكرك بخير وندعي لك أن الله يذكرك بخير».