«أيرنة» شيعة العرب!
الاحد / 5 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الاحد 14 فبراير 2016 20:30
في شريط الفيديو الذي عرضته قناة العربية مع أسيرين من حزب الله في سوريا وردت جملة مهمة للأسيرين عندما قالا: (الشحن العقائدي ولد عندنا حقدا على الآخرين، أقنعونا أنهم سيهاجموننا في بيوتنا ويفجرون مقاماتنا).
وأجزم أن أي متابع يدرك أن إيران استغلت الخلاف العقائدي أسوأ استغلال، ووظفته لخدمة أطماعها التوسعية، وللأسف نجحت في هذا التوظيف، حتى أصبحت مفردة شيعة مرتبطة بإيران في أغلب الدول العربية، وهذا الذي تريد إيران أن تقنع به العالم، أي كونها حامية الأقلية الشيعية في العالم والمدافعة عن حقوقها، وهذه حيلة متهافتة لا تصمد أمام ما يتعرض له الشيعة العرب.
ولعل نظرة سريعة على الدستور الإيراني توضح التمييز للعرق الفارسي على بقية الأعراق. ومنذ بدأ الصفويون في تحويل المشهد الديني في إيران عن طريق فرض التشيع قسرا على السكان في عهد إسماعيل الأول بدأت عملية الشحن العقائدي، وقد لاحظ بيريس تومي السفير البرتغالي في الصين، والذي زار إيران في الفترة من 1511 إلى 1512 وقال: (إنه -أي إسماعيل - يقوم بإصلاح كنائسنا ويدمر مساجد السنة)، ولعل هذا الذي أرادته الصفوية بأن تخترق العرب عبر الشحن العقائدي، فلم تكن الأحلام الصفوية تهتم بالشيعة بقدر ما كانت تسعى إلى أن تزيد الهوة بين المذهبين الشيعي والسني عبر طرق كثيرة، ليس أقلها أن تحتضن المتطرفين الشيعة الذين يكفرون السنة، ويشتمون رموزها عبر المنابر، وللأسف انطلت هذه الحيلة على الكثير من السنة، وأتت ردة الفعل بنفس القوة، لكنها أكثر فائدة للنظام الصفوي، فعندما يشتم الشيعي (الإيراني) السنة فإنه يوجه سهامه لمن هم خارج إيران، أما عندما يشتم السني الشيعة فإن الشتيمة قد لا تصل إيران، لكنها بالضرورة تصل للشيعة العرب، ليس في الدول العربية فحسب، بل بداخل الوطن الواحد، وكأني أرى الصفويين وهم يتراقصون نشوة وطربا بهذه الشتيمة، فإيران لا تسعى لمواجهة مباشرة، بقدر ما تسعى لصنع عداء داخلي بين سنة وشيعة الدول العربية، وهنا هي مستفيدة حتى لو تكن هناك مواجهة مباشرة بين المذهبين، فهي على الأقل صنعت لها جيوب (مشحونة) مرتبكة بين وطنها الأصلي الذي تشتم فيه، وبين دولة أخرى تقدم نفسها بأنها متعاطفة معها وضد الظلم الذي يتعرض له، وهذا يولد ما قاله الأسيران (الحقد على الآخرين)، وهذا ـ للأسف- ليس في لبنان فقط، أو من ينتمون لحزب الله، بل بالعالم العربي كله، ولعل وضع سؤال عن تكفير المذهب الشيعي ووجود (المعابد) الشيعية (بقوقل) يوضح بجلاء الهوة التي نجح النظام الصفوي باتساعها بين الطرفين، والمؤسف أننا خدعنا وما نزال نخدع بهذه الحيلة.
لماذا ـ مثلا- لا نسمع سائلا يسأل عن كفر المذاهب الإسلامية الأخرى في الدول العربية باستثناء المذهبين السني والشيعي؟
أيا كانت الإجابة فتش عن البعد السياسي فيها وستجده حاضرا كما بدأ أول مرة!
fheed.a@makkahnp.com
وأجزم أن أي متابع يدرك أن إيران استغلت الخلاف العقائدي أسوأ استغلال، ووظفته لخدمة أطماعها التوسعية، وللأسف نجحت في هذا التوظيف، حتى أصبحت مفردة شيعة مرتبطة بإيران في أغلب الدول العربية، وهذا الذي تريد إيران أن تقنع به العالم، أي كونها حامية الأقلية الشيعية في العالم والمدافعة عن حقوقها، وهذه حيلة متهافتة لا تصمد أمام ما يتعرض له الشيعة العرب.
ولعل نظرة سريعة على الدستور الإيراني توضح التمييز للعرق الفارسي على بقية الأعراق. ومنذ بدأ الصفويون في تحويل المشهد الديني في إيران عن طريق فرض التشيع قسرا على السكان في عهد إسماعيل الأول بدأت عملية الشحن العقائدي، وقد لاحظ بيريس تومي السفير البرتغالي في الصين، والذي زار إيران في الفترة من 1511 إلى 1512 وقال: (إنه -أي إسماعيل - يقوم بإصلاح كنائسنا ويدمر مساجد السنة)، ولعل هذا الذي أرادته الصفوية بأن تخترق العرب عبر الشحن العقائدي، فلم تكن الأحلام الصفوية تهتم بالشيعة بقدر ما كانت تسعى إلى أن تزيد الهوة بين المذهبين الشيعي والسني عبر طرق كثيرة، ليس أقلها أن تحتضن المتطرفين الشيعة الذين يكفرون السنة، ويشتمون رموزها عبر المنابر، وللأسف انطلت هذه الحيلة على الكثير من السنة، وأتت ردة الفعل بنفس القوة، لكنها أكثر فائدة للنظام الصفوي، فعندما يشتم الشيعي (الإيراني) السنة فإنه يوجه سهامه لمن هم خارج إيران، أما عندما يشتم السني الشيعة فإن الشتيمة قد لا تصل إيران، لكنها بالضرورة تصل للشيعة العرب، ليس في الدول العربية فحسب، بل بداخل الوطن الواحد، وكأني أرى الصفويين وهم يتراقصون نشوة وطربا بهذه الشتيمة، فإيران لا تسعى لمواجهة مباشرة، بقدر ما تسعى لصنع عداء داخلي بين سنة وشيعة الدول العربية، وهنا هي مستفيدة حتى لو تكن هناك مواجهة مباشرة بين المذهبين، فهي على الأقل صنعت لها جيوب (مشحونة) مرتبكة بين وطنها الأصلي الذي تشتم فيه، وبين دولة أخرى تقدم نفسها بأنها متعاطفة معها وضد الظلم الذي يتعرض له، وهذا يولد ما قاله الأسيران (الحقد على الآخرين)، وهذا ـ للأسف- ليس في لبنان فقط، أو من ينتمون لحزب الله، بل بالعالم العربي كله، ولعل وضع سؤال عن تكفير المذهب الشيعي ووجود (المعابد) الشيعية (بقوقل) يوضح بجلاء الهوة التي نجح النظام الصفوي باتساعها بين الطرفين، والمؤسف أننا خدعنا وما نزال نخدع بهذه الحيلة.
لماذا ـ مثلا- لا نسمع سائلا يسأل عن كفر المذاهب الإسلامية الأخرى في الدول العربية باستثناء المذهبين السني والشيعي؟
أيا كانت الإجابة فتش عن البعد السياسي فيها وستجده حاضرا كما بدأ أول مرة!
fheed.a@makkahnp.com