الرأي

خذ راحتك اليوم: الهيئة مشغولة!!

بعد النسيان

تستطيع في يوم الحب الأعظم أن تنتقد جهاز الحسبة دون أن ينتبهوا لك! فكل (جمس بوند) مستنفر اليوم لمصادرة الورد الأحمر، وقلوب الشوكولاتة، والأقلام ذات الغطاء أو الحبر الأحمر!!

وكل الانتقادات ـ كما قلنا وعدنا وزدنا ـ تتلخص في: أن هذا الجهاز الرسمي (البشري) يستخدم الدين الحنيف ليمارس ما يخالفه تماماً، فيما يوصف ـ دائماً وأبداً ـ بأنه تجاوزات فردية من بعض المنتسبين إليه الأبعض! وقد أصبحت التجاوزات (الفردية) ظاهرة مريبة، ليس فيها من الشرع المطهَّر غير اسم الجهاز، الذي يكتسب قداسة ـ لم يخلعها الله على بشر ـ من اسم الشريعة المعظمة في القرآن المجيد!

وقد عطل الجهاز (الأمر بالمعروف)، وانصرف بقضِّه وقضيضه لـلنهي عن المنكر! ولو سألت أحدهم: ما هو تعريف المنكر الوارد في الآية الكريمة؟ وما هي ضوابط الإنكار الشرعية؟ لربما أمسك بمؤخرة عنقك وقال بغلظةٍ معروفة: تعال معي للمركز ونعلمك! وربما (وربما فقط) وجدت هناك محضراً جاهزاً وموقَّعاً سلفاً، من أعضاء بعضهم من الشرق، وبعضهم من الغرب، وبعضهم من خارج المنطقة، ولكن كلهم يشهدون بأنهم شاهدوك تبتسم لفتاة أجنبية!!

المنكر الذي وضحته كتب التراث، والفقه على المذهب الحنبلي تحديداً: يجب أن يكون أكبر من المعاصي، التي حدَّ الله لها الحدود، أو توعد مرتكبها؛ فلتلك المعاصي إجراءات وعقوبات من اختصاص القضاء! أما المفاسد المندرجة تحت (المنكر) فهي ما يفسد دنيا المجتمع: كالغش التجاري، أو غلاء الأسعار، أو احتكار السلع، أو تآمر محطات البنزين على الإغلاق، أو إلغاء (هيئة الانفصال) خدمة اتصال مجانية، أو المهايط بالإسراف على القنوات الشعبية!

وكل هذه (المنكرات) لا بد أن يسبقها (الأمر بالمعروف)؛ فإن أصر مرتكبها عليها فلا بد من توفر ضوابط صارمة أهمها: أن يكون المنكر ظاهراً من غير تجسس ولا تحسس! وألاَّ يؤدي إنكاره إلى مفسدة أكبر كمطاردةٍ تزهق الأنفس، أو تخرب المنشآت، أو تعطل الإشارات!

والقائمون على (الهيئة) يعرفون ذلك جيداً؛ ولهذا جاء في بيانهم عن (فتاة النخيل): أنها ارتكبت (مخالفة) ولم يقولوا: منكراً!! وأي مخالفة هي أعظم عند الله، من العمل باسمه تعالى عكس ما أمر به ونهى عنه: من سوء الظن والغيبة وكشف الستر؟؟؟؟؟

so7aimi.m@makkahnp.com