ابن مكتوم وأساطير السعادة
الأربعاء / 1 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الأربعاء 10 فبراير 2016 20:30
أنا محب بطبعي لحكايات الشعوب، والتي لا يقوم شخص معين بابتداعها، فتنبت صدفة ويتم تناقلها بين الأجيال، يزيد عليها هذا، ويحذف منها ذلك ما لا يتناسب مع روح السرد، الذي كانت تبدع فيه الجدات.
والحكايات الأسطورية الشعبية كانت قرينة الإنسان منذ الأزل، ولو أنها لم تعد بقادرة على التجدد في عصرنا، نظرا لوجود التوثيق البياني والصوتي والمرئي.
وكنا ولا نزال تلاميذ صغار أمام خيال بعض القصص الأسطورية، التي وإن كانت هوليوود قد قامت بتصويرها على أرض الواقع الافتراضي، بالصورة والصوت، والإبهار، إلا أننا ما زلنا نَحِنُّ فيها لحكايات جدات عشناها خيالا جميلا في طفولتنا.
وحقيقة أن القصص الأسطورية القديمة، لم تدع شيئا إلا وكانت له مؤصلة، ومحققة، بما فيها من ضروب الخيال، والأساطير.
وقد مر على عصرنا عقود من الزمن لم نعد نجد خلالها الحكاية الشعبية الأسطورية الجديدة، باعتبار أهل الماضي السحيق، قد تخيلوا كل شيء، حتى لم يعد لنا ما يمكن أن نتخيله خارج حكاياتهم.
ولكن الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم، كسر القاعدة، وقام بتجديد روح الأساطير، وصنع لنا حكاية، لم نسمع لها من قبل مثيلا.
فقام بإنشاء وزارة للسعادة، في إمارته الأشبه بالقصة الأسطورية!.
وقد تبسمنا عند سماع الحكاية الشعبية الجديدة، ونظرنا في أعين بعض، فهل هذا من المعقول بشيء؟!.
أي حكاية جديدة هذه التي سيظل يحكي عنها الأحفاد، والأجيال، فيما بعد خطوط المستقبل؟.
أي تفتق ذهني قام بتخيل أن يكون ذلك ممكنا؟.
ولكن الشواهد تقول إن ذلك ممكن الوقوع لتتكامل الإمارة الحلم، بما يزيدها وهجا، وندرة، وغرابة، وعجبا.
الأمر يدعو للحيرة، والشك، ولانفجار ألعاب التخيل في أعيننا.
فماذا بعد أن يكون هنالك وزارة للسعادة، تفكر فيها، تخطط لها، تبدؤها، تستجلبها، تؤطرها، تفيض بها على كل من يدخل هذه الإمارة الأسطورية.
وقد يلومني القارئ من فرط عجبي، ولكني معذور فلم أسمع يوما عن مثل ذلك، ولا أظني سأسمع.
سمعنا عن وزارات وهيئات للتعاسة، في دول عربية، كان أفرادها يبحثون عن جلب التعاسة، وإذا لم يجدوها في الناس، اختلقوها.
وزارات وهيئات تبحث عما يزيد من ضيق المواطن وملله وخوفه وخنوعه، فتطارده بأعضائها من المراقبين المعتبرين بأنهم أولياء الله على عباده، والشبيحة الفاجرين، والبلطجية الجائرين، ومن القساة الهمجيين، الذين لا يتمنون أن تحل رحمة ربي، ولا أن تشمل أبناء أوطانهم.
سمعنا عمن يضيق الخناق بوزارات التعاسة على المواطنين، ويترك يد الفساد ترعى، والواسطة تحرق، والعنصرية تسيطر، ويترك التجار يتعالون في الأسعار، ويحرقون أي بادرة سعادة يمكن أن تحل بالأوطان العربية.
سمعنا بالتعاسة تخنق وتحبس كل محفل فرح، وتمنع كل مباح، ولكننا لم نسمع عن وزارة تبحث عن السعادة، وتجعلها هدفا للدولة.
سامحني يا شيخ الحكايات الأسطورية، فما تعمله يدعو لأن يصبح كلامي مرا تعيسا، يريد أن يمتدح ما تفعل -وهو كثير- فيضيع على مفارق شوارع المقارنات.
اللهم أدم السعادة على دبي، وامنع عنها كل تعيس، ومُتعِس، واجعل عدوى السعادة تصيب أنظمة العرب، فتفيض على شعوبها بالسعادة، آمين يا رب العالمين.
shaher.a@makkahnp.com
والحكايات الأسطورية الشعبية كانت قرينة الإنسان منذ الأزل، ولو أنها لم تعد بقادرة على التجدد في عصرنا، نظرا لوجود التوثيق البياني والصوتي والمرئي.
وكنا ولا نزال تلاميذ صغار أمام خيال بعض القصص الأسطورية، التي وإن كانت هوليوود قد قامت بتصويرها على أرض الواقع الافتراضي، بالصورة والصوت، والإبهار، إلا أننا ما زلنا نَحِنُّ فيها لحكايات جدات عشناها خيالا جميلا في طفولتنا.
وحقيقة أن القصص الأسطورية القديمة، لم تدع شيئا إلا وكانت له مؤصلة، ومحققة، بما فيها من ضروب الخيال، والأساطير.
وقد مر على عصرنا عقود من الزمن لم نعد نجد خلالها الحكاية الشعبية الأسطورية الجديدة، باعتبار أهل الماضي السحيق، قد تخيلوا كل شيء، حتى لم يعد لنا ما يمكن أن نتخيله خارج حكاياتهم.
ولكن الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم، كسر القاعدة، وقام بتجديد روح الأساطير، وصنع لنا حكاية، لم نسمع لها من قبل مثيلا.
فقام بإنشاء وزارة للسعادة، في إمارته الأشبه بالقصة الأسطورية!.
وقد تبسمنا عند سماع الحكاية الشعبية الجديدة، ونظرنا في أعين بعض، فهل هذا من المعقول بشيء؟!.
أي حكاية جديدة هذه التي سيظل يحكي عنها الأحفاد، والأجيال، فيما بعد خطوط المستقبل؟.
أي تفتق ذهني قام بتخيل أن يكون ذلك ممكنا؟.
ولكن الشواهد تقول إن ذلك ممكن الوقوع لتتكامل الإمارة الحلم، بما يزيدها وهجا، وندرة، وغرابة، وعجبا.
الأمر يدعو للحيرة، والشك، ولانفجار ألعاب التخيل في أعيننا.
فماذا بعد أن يكون هنالك وزارة للسعادة، تفكر فيها، تخطط لها، تبدؤها، تستجلبها، تؤطرها، تفيض بها على كل من يدخل هذه الإمارة الأسطورية.
وقد يلومني القارئ من فرط عجبي، ولكني معذور فلم أسمع يوما عن مثل ذلك، ولا أظني سأسمع.
سمعنا عن وزارات وهيئات للتعاسة، في دول عربية، كان أفرادها يبحثون عن جلب التعاسة، وإذا لم يجدوها في الناس، اختلقوها.
وزارات وهيئات تبحث عما يزيد من ضيق المواطن وملله وخوفه وخنوعه، فتطارده بأعضائها من المراقبين المعتبرين بأنهم أولياء الله على عباده، والشبيحة الفاجرين، والبلطجية الجائرين، ومن القساة الهمجيين، الذين لا يتمنون أن تحل رحمة ربي، ولا أن تشمل أبناء أوطانهم.
سمعنا عمن يضيق الخناق بوزارات التعاسة على المواطنين، ويترك يد الفساد ترعى، والواسطة تحرق، والعنصرية تسيطر، ويترك التجار يتعالون في الأسعار، ويحرقون أي بادرة سعادة يمكن أن تحل بالأوطان العربية.
سمعنا بالتعاسة تخنق وتحبس كل محفل فرح، وتمنع كل مباح، ولكننا لم نسمع عن وزارة تبحث عن السعادة، وتجعلها هدفا للدولة.
سامحني يا شيخ الحكايات الأسطورية، فما تعمله يدعو لأن يصبح كلامي مرا تعيسا، يريد أن يمتدح ما تفعل -وهو كثير- فيضيع على مفارق شوارع المقارنات.
اللهم أدم السعادة على دبي، وامنع عنها كل تعيس، ومُتعِس، واجعل عدوى السعادة تصيب أنظمة العرب، فتفيض على شعوبها بالسعادة، آمين يا رب العالمين.
shaher.a@makkahnp.com