خيام الخليج والربيع
الثلاثاء / 30 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 20:30 - الثلاثاء 9 فبراير 2016 20:30
مرت خيام بعض الدول العربية في السنوات القليلة الماضية بما سمي بالربيع، بغرض إعلاء قائمها، وتثبيت أركانها وأوتادها؛ فكانت النتائج محبطة إلى حد زمهرير الشتاء وعزرائيل الموت كما في سوريا وليبيا واليمن، بينما ما زالت بعض الدول تتشافى من رجع الوعكة الأليمة مثل تونس ومصر.
وقد بقيت خيام دول الخليج العربي، وبقية الدول العربية على بعد نسبي مما كان يحدث؛ ولكن التجربة كانت عامة، وكانت الرؤية واضحة للجميع، والعبرة أعظم لمن يعتبر، بحيث يعرض الشعار المستخدم في عواصف الربيع «الشعب يريد إسقاط النظام» على نقطة الوعي، واليقين، وإعادة التدوير والتفكير والتخطيط.
فهل كان الحل بالربيع العربي سليما بإسقاط النظام، على اعتبار أنه هو الخلل الوحيد، وأن جميع ما حوله سليم، أم أن البلدان كيانات متكاملة، وأن الإصلاح يجب أن يكون شاملا، ليساعد على استمرارها في وجه زوابع الصحراء؟.
الحكاية من وجهة نظري تعتبر منظومة وطنية حكومية اجتماعية معيشية فكرية سياسية دينية كان لا بد أن تتلاحم وتتلازم جميع أجزائها للارتقاء كتلة واحدة في تدرجات الربيع الحق.
تلك المنظومة لم تكن يوما منفصلة، فالحاكم جزء من المحكوم، وما لم يرتق المحكوم فلن يرتقي الحاكم، وما لم يرتق النظام المعيشي والاجتماعي والتعليمي والديني والفكري والديمقراطي فلن يرتقي النظام السياسي باعتباره جزءا من كل، ولا يمكن التعويل على نزع قمة الخيمة، لبقاء كيانها.
أن يرحل النظام، فلا شك أن بقية الأجزاء ستنهار كما تنهار جدران الخيمة حينما يسقط عمودها، دون وعي وتخطيط، وكان يجب أن يعمل النظر في ترقية وتدعيم كل أجزاء الخيمة قبل الهجوم على عمودها للتخلص منه، وبإهمال واضح للزوايا والجدران، وحتى القواعد، التي يمكن أن ترتكز عليها أوتاد خيمة الدولة.
الخليج عاصر التجربة بحذافيرها، وهذه نعمة من الخالق حبا بنا وبها، وقد حلت لنا فرصة عظيمة لنعود للمنطق، ونستخدم العقل، باعتبار أن الوقت يجري، وقد لا يسعفنا التباطؤ لإعادة ترتيب الأولويات، وتدعيم قواعد وجدران وزوايا الخيمة، ليستقيم مقامها، ويتوازن عمادها الرئيس منتصبا، فلا نعود في حاجة لإسقاطه باعتباره جزءا من كل لا يتجزأ.
التعليم قاعدة صلبة مطاوعة لتقام عليها خيام الدول، ونبذ العصبيات القبلية، وتحريم المذهبية، والمناطقية، جدران واقية من العواصف.
ورفع مستوى الفرد معيشيا بما يتناسب مع دخل الدولة سقف يحمي من المطر.
ومحاربة الفساد من القمة، إلى القاع، والمساواة بين مختلف الطبقات، يعد من أهم زوايا توازن الخيمة وصمودها.
نشر ثقافة الحرية الشخصية الواعية، ورفع سقف الاحترام للاختلاف، والتخلص من داء حريات شطب الآخر وتكفيره، وتحقيره، للونه أو مذهبه أو عرقه، أوتاد رسوخ.
بدء مشاركة المواطنين في قرارات الدولة بمنطق الديمقراطية، يعتبر حصنا حصينا يبعد كل العواصف عن الخيمة.
لقد كانت لنا عبرة بما حدث، ولم تفت الفرصة بعد، للوقاية من الزوابع، عن طريق الالتفاف حول بعضنا حكومات وشعوبا، فلا نسمح للخلل بالحدوث.
ولعلنا أن نصنع ربيعنا، بأيدينا، ودون أن يتدخل في صنعه مغرض وطامع، وحقود.
shaher.a@makkahnp.com
وقد بقيت خيام دول الخليج العربي، وبقية الدول العربية على بعد نسبي مما كان يحدث؛ ولكن التجربة كانت عامة، وكانت الرؤية واضحة للجميع، والعبرة أعظم لمن يعتبر، بحيث يعرض الشعار المستخدم في عواصف الربيع «الشعب يريد إسقاط النظام» على نقطة الوعي، واليقين، وإعادة التدوير والتفكير والتخطيط.
فهل كان الحل بالربيع العربي سليما بإسقاط النظام، على اعتبار أنه هو الخلل الوحيد، وأن جميع ما حوله سليم، أم أن البلدان كيانات متكاملة، وأن الإصلاح يجب أن يكون شاملا، ليساعد على استمرارها في وجه زوابع الصحراء؟.
الحكاية من وجهة نظري تعتبر منظومة وطنية حكومية اجتماعية معيشية فكرية سياسية دينية كان لا بد أن تتلاحم وتتلازم جميع أجزائها للارتقاء كتلة واحدة في تدرجات الربيع الحق.
تلك المنظومة لم تكن يوما منفصلة، فالحاكم جزء من المحكوم، وما لم يرتق المحكوم فلن يرتقي الحاكم، وما لم يرتق النظام المعيشي والاجتماعي والتعليمي والديني والفكري والديمقراطي فلن يرتقي النظام السياسي باعتباره جزءا من كل، ولا يمكن التعويل على نزع قمة الخيمة، لبقاء كيانها.
أن يرحل النظام، فلا شك أن بقية الأجزاء ستنهار كما تنهار جدران الخيمة حينما يسقط عمودها، دون وعي وتخطيط، وكان يجب أن يعمل النظر في ترقية وتدعيم كل أجزاء الخيمة قبل الهجوم على عمودها للتخلص منه، وبإهمال واضح للزوايا والجدران، وحتى القواعد، التي يمكن أن ترتكز عليها أوتاد خيمة الدولة.
الخليج عاصر التجربة بحذافيرها، وهذه نعمة من الخالق حبا بنا وبها، وقد حلت لنا فرصة عظيمة لنعود للمنطق، ونستخدم العقل، باعتبار أن الوقت يجري، وقد لا يسعفنا التباطؤ لإعادة ترتيب الأولويات، وتدعيم قواعد وجدران وزوايا الخيمة، ليستقيم مقامها، ويتوازن عمادها الرئيس منتصبا، فلا نعود في حاجة لإسقاطه باعتباره جزءا من كل لا يتجزأ.
التعليم قاعدة صلبة مطاوعة لتقام عليها خيام الدول، ونبذ العصبيات القبلية، وتحريم المذهبية، والمناطقية، جدران واقية من العواصف.
ورفع مستوى الفرد معيشيا بما يتناسب مع دخل الدولة سقف يحمي من المطر.
ومحاربة الفساد من القمة، إلى القاع، والمساواة بين مختلف الطبقات، يعد من أهم زوايا توازن الخيمة وصمودها.
نشر ثقافة الحرية الشخصية الواعية، ورفع سقف الاحترام للاختلاف، والتخلص من داء حريات شطب الآخر وتكفيره، وتحقيره، للونه أو مذهبه أو عرقه، أوتاد رسوخ.
بدء مشاركة المواطنين في قرارات الدولة بمنطق الديمقراطية، يعتبر حصنا حصينا يبعد كل العواصف عن الخيمة.
لقد كانت لنا عبرة بما حدث، ولم تفت الفرصة بعد، للوقاية من الزوابع، عن طريق الالتفاف حول بعضنا حكومات وشعوبا، فلا نسمح للخلل بالحدوث.
ولعلنا أن نصنع ربيعنا، بأيدينا، ودون أن يتدخل في صنعه مغرض وطامع، وحقود.
shaher.a@makkahnp.com