الرأي

يا حسرتي يا وجودي يا كسر قلبي وعودي!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
«شال» تأتي بمعنى رفع أو ارتفع، وربما أتى الاسم «شيلة» من هذا المعنى، لأن «المغني» يرفع صوته منشدا قصيدة ما يغلب عليها «الهياط» والذي يعد رفع الصوت من أهم مقوماته. وتجمع على «شيلات» والتي أصبحت تعرف بأنها الأغنيات التي لا يصاحبها عزف موسيقي حقيقي، وهذا هو سر انتشارها في الفترة الأخيرة؛ لأن التقنية ساهمت في صنع موسيقى بدون أدوات موسيقية، مما يعني خداعا لذيذا للنفس ومخرجا مريحا لمن يعتقدون بحرمة استخدام الأدوات الموسيقية، ولكنهم في الوقت ذاته يحبون الطرب و«الوناسة»!

وسرت في الأيام الماضية شائعة عن منع لاستديوهات إنتاج الشيلات؛ لأن أحدهم أنشد «شيلة» بلغ فيها الهياط مبلغا يصعب تجاوزه، وأظن أن قرارا مثل هذا لو صدر فعلا -بشكل معلن أو خفي- فسيكون قرارا غريبا، فالمنطق يقول إن من يخالف «القانون» يجب أن يعاقب وحده، والعقاب الجماعي للمخطئ والمصيب لا يصح أن يكون حلا لأي مشكلة!

الشيلات «فن» لا يعجب كثيرين -وأنا أحدهم- ولكنه يعجب كثيرين أيضا، ومسألة فرض «الذوق» الشخصي على الجميع أمر أسوأ من الشيلات نفسها.

وإن كان الكثير قد استخدم الشيلات كأداة لنشر التعصب القبلي، فإن البعض -وهم قلّة- استخدمها لنشر موروث شعبي وقصائد جميلة، وهذا جانب أحبه في الشيلات، وإن كنت أكره التشوه الموسيقي الذي يصاحبها، أجد أن القصائد تكون أجمل حين تُغنى بالصوت فقط، أو بالصوت والموسيقى «الحقيقية».

وعلى أي حال..

الشيلات لم تكن سببا في وجود الهياط والعصبية، فهي أشياء موجودة في الشعر العربي منذ أول شاعر عربي حتى يرث الله الأرض ومن عليها من البشر والشعراء، الشيلات كانت أداة فقط لنشر شيء موجود بالفعل.

algarni.a@makkahnp.com