مليباري.. من الرواد المنسيين
شخصية متعددة المواهب والإمكانات الإبداعية، أديب أريب، وكاتب مبرز، وناقد متمكن، وباحث مدقق، وصحفي مخضرم، بارع في اللغة العربية، أسهم إسهاما فعالا وناجحا للدفاع عنها والتصدي لدعاة العامية، وكان مشغوفا بالتاريخ العربي والإسلامي وحريصا على توثيق تاريخ مكة المكرمة، عاصر رواد الأدب والفكر والثقافة بالمملكة العربية السعودية وكان واحدا منهم.. إنه الأديب الرائد الأستاذ محمد بن عبدالله مليباري رحمه الله.
السبت / 6 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 14:00 - السبت 16 يناير 2016 14:00
شخصية متعددة المواهب والإمكانات الإبداعية، أديب أريب، وكاتب مبرز، وناقد متمكن، وباحث مدقق، وصحفي مخضرم، بارع في اللغة العربية، أسهم إسهاما فعالا وناجحا للدفاع عنها والتصدي لدعاة العامية، وكان مشغوفا بالتاريخ العربي والإسلامي وحريصا على توثيق تاريخ مكة المكرمة، عاصر رواد الأدب والفكر والثقافة بالمملكة العربية السعودية وكان واحدا منهم.. إنه الأديب الرائد الأستاذ محمد بن عبدالله مليباري رحمه الله. ولد في مكة المكرمة عام 1350هـ، ودرس في كتاتيبها، أكمل دراسته الابتدائية بالمدرسة الصولتية، ثم درس المرحلتين المتوسطة والثانوية في مدارس الفلاح بمكة المكرمة عام 1364هـ، ثم حصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من الكلية الإسلامية بالهند عن طريق الانتساب عام 1393هـ. يعد الأستاذ المليباري من رواد القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية ومن مؤلفاته:
- مع الحظ: قصص، 1374هـ.
- وغربت الشمس: رواية اجتماعية، 1386هـ.
- قاتلة الشيطان وقصص أخرى، 1397هـ.
- له مجموعة من المؤلفات في الدراسات الإسلامية والتاريخية منها:
- (المنتقى من أخبار أم القرى)، (المستشرقون والدراسات الإسلامية)، (سبعة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
عمل الأستاذ المليباري محررا في صحيفة (الندوة) عام 1377هـ، ثم سكرتيرا للتحرير، ثم مديرا للتحرير، وتولى سكرتارية تحرير مجلة (قريش) الأسبوعية عام 1379هـ، وأصدر مع الكاتب الأستاذ فؤاد عنقاوي صحيفة (الرياضة) الأسبوعية عام 1380هـ كأول صحيفة تعنى بشؤون الرياضة وكان أول رئيس تحرير لها. (يقول الأديب الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله رئيس تحرير مجلة المنهل إن للأستاذ المليباري كتابا بعنوان «عالمنا الكبير» وهو تحت الطبع، وإن صح ذلك واقعيا فهو يضاف إلى أعماله الأخرى الصحفية منها والأدبية التي تدخل من أوسع أبواب الثقافة المعرفية والأدب الإنساني). أسهم رحمه الله بقلمه ولسانه على مدى أكثر من ثلاثين عاما من حياته في كتابة العديد من المقالات المتنوعة في الصحف السعودية ومشاركاته المتعددة في المنابر الثقافية من محاضرات أدبية ونقدية وتاريخية، كما كان له نصيب وافر من المقالات في مجال النقد الأدبي من وجهة النظر الإسلامية وهو من فرسان من تصدى للحداثة حينذاك، وقد أعدت في أدبه رسائل جامعية منها رسالة ماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للباحثة جميلة بنت محمد الجوفان بعنوان (المقالة الأدبية عند محمد بن عبدالله مليباري دراسة موضوعية وفنية) توفي رحمه الله عام 1412هـ . مثل هذه الشخصية الرائدة ألا يستحق التقدير والتكريم والاحتفاء به نظير إسهاماته المتعددة في خدمة الأدب والفكر والثقافة والتاريخ الإسلامي في هذا الوطن المعطاء وهو ابن مكة البار وعضو مؤسس بالهيئة التأسيسية لنادي مكة المكرمة الثقافي الأدبي ومنهج هذه الدولة ولله الحمد (وهو ديدنها) الاحتفاء والاحتفال برجال قدموا لوطنهم وأمتهم أعمالا وآثارا علمية وأدبية وفكرية، وانطلاقا من هذا المنحى الحضاري، وتلك الغاية النبيلة نتمنى أن يبادر أولا نادي مكة الثقافي الأدبي ثم وزارة الثقافة والإعلام بتكريم هذا الأديب الرائد الراحل الأستاذ محمد بن عبدالله مليباري رحمه الله،عرفانا ووفاء وتعريفا بما قدمه أمام الأجيال الحالية والقادمة في ساحتنا الأدبية والثقافية، والحمد لله رب العالمين.