"بدو" يا رسول الله!
(شعب الله الحَجَنْجَز) أعظم سجَّادةٍ شرقية بشرية عرفها التاريخ! صنعتها أفئدةٌ من الناس هفت إلى هذه البقعة المباركة استجابة لدعاء إبراهيم، بمنأى عن عبث السياسة والأيديولوجيات المتلاعنة منذ قرون، واقرأ (تاريخ مكة) لرمزنا العظيم/ أحمد السباعي، لتعرف أن الدول ـ إلى ما قبل توحيد السعودية ـ كانت مشغولة بالعواصم (دمشق وبغداد والقاهرة وإسطنبول وغرناطة)
الخميس / 20 / ربيع الثاني / 1435 هـ - 01:00 - الخميس 20 فبراير 2014 01:00
(شعب الله الحَجَنْجَز) أعظم سجَّادةٍ شرقية بشرية عرفها التاريخ! صنعتها أفئدةٌ من الناس هفت إلى هذه البقعة المباركة استجابة لدعاء إبراهيم، بمنأى عن عبث السياسة والأيديولوجيات المتلاعنة منذ قرون، واقرأ (تاريخ مكة) لرمزنا العظيم/ أحمد السباعي، لتعرف أن الدول ـ إلى ما قبل توحيد السعودية ـ كانت مشغولة بالعواصم (دمشق وبغداد والقاهرة وإسطنبول وغرناطة) ولا تذكر الحجاز إلا في موسم الحج وعلى سبيل الصدقة والإحسان!
وكان هذا في صالح الشعب إذ رفع الوصاية عنه وأتاح له حرية تكوين ثقافته وتصميم حياته فكانت التجربة الحجازية (الشعبية) آية في التعايش والتكامل القائم على الحب، إذ تسابق الأبيض والأسود والأحمر والأصفر على إعمار الأرض، وتعاضد الصيني والهندي والفارسي والتركي والعربي والألباني والأفريقي والجاوي والأوروبي لتطبيق هديه سبحانه: “إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم”! وتضافر الحداد والنجار والبناء والمعلم والفقيه والقاضي والخياط والصباغ والدباغ والخاشقجي والكندرجي والبندقجي والخضرجي والجواهرجي والسلاَّخ والطباخ والفكهاني والحلواني واللبان والشربتلي والحسَّان والمُزَيِّن والخرّاز والبزّاز والحشَّاش والقمَّاش والفراش والقرّاش واللحَّام والفحّام و... تعبت من جد! أين وصلنا؟ آه.. تضافرت كل خلايا النحل هذه لجعل الحجاز ـ المكان والإنسان ـ كرنفال حياةٍ لا تعرف إلا البهجة والتفاؤل، ولا تفارق الابتسامة مُحَيَّاها.. كيف تستقبل ضيوف الرحمن ياهوووه؟!
كان التنافس الوحيد هو: من يحب الحجاز أكثر؟ ومن يخدم أرض الرسالة الخاتمة بماله وولده وعمره؟ ومن يفدي التراب الذي تشرف بخطوات النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بروحه قبل أخيه؟
فمن أين وكيف ولماذا تسرَّبت إلينا العنصرية المنتنة فصرنا: (بدواً وحاضرة) و(قبيلية وطرش بحر)، و(أصل وبقايا حجاج)؟
يا للأسف! لقد أُتي الحجاز على حين غِرَّة من (البدو)/ أجدادك الذين تحبهم وتهايط بأمجادهم، ولتزعل جدتك “حمدة”/ سَمِيَّةَ فرس (متعب الخيل) من الاصطبل الأبيض، بلا دوج حمر بلا رفارف سـ.. هاه؟ عدنا للعنصرية؟