سيأتي الفرج

أكرمني صديقي ناصر عطار بمقالته عن الشعور بالاستحقاق وأنّ نظام الكون يعطي لمن يشعر باستحقاق الوفرة لما يريد، وأنّ الشعور بالحاجة هو أولى مراحل المعاناة والهزيمة النفسية والشعور بالحرمان والعجز.

أكرمني صديقي ناصر عطار بمقالته عن الشعور بالاستحقاق وأنّ نظام الكون يعطي لمن يشعر باستحقاق الوفرة لما يريد، وأنّ الشعور بالحاجة هو أولى مراحل المعاناة والهزيمة النفسية والشعور بالحرمان والعجز. فعدت لنفسي حينها، أفتش عما كنت أجده في نفسي من عجز وحاجة وحرمان، فكثيرا ما كنت أدعو الله بالفرج وأردد كثيرا.. سيأتي الفرج! غفلتي.. حين أتناسى من أكون! حين تلا عليّ صديقي «إياد الروح» - كما أسميته - تلك الآية التي وقفتُ عليها مرة، وتناسيتها كل مرة: «وسخّر لكم ما في السماوات والأرض»، تذوقتها في لحظة تجلّ وصفاء، فأدركت فورا ما أنا عليه من فظاعة وخطورة! وتذكرت حينها الإمام الشبلي حين سئل.. نراكَ لا تدعو بالرحمن كثيرا .. فقال: ولكني منذ أن عرفته رحمانا ما سألته أن يرحمني! وآخر ذاك الذي قال لأحد العارفين: لا أزال أطرق بابه - تعالى - حتى يفتح لي.. فقال يا هذا ومتى أغلق بابه حتى يفتحه! فاستغفرت حينها لما كنت عليه من حال، وأخذت أضاحك نفسي وألاطفها، وأدركت أنني الفرج فكيف أطلب الفرج! فالشعور بالاستحقاق، كما ذكر صديقي ناصر عطار.. هو أول تجل وتحقق للوفرة الكونية، المتمثلة في الآية الكريمة: «وسخر لكم»، آه يا ربي، الكون كله مسخرٌ لي وأنا غارق في عجزي! «فما أجلّ ما قاله الروائي الإنجليزي.. وليام ثاكري.. إن العالم مرآة تعطي لكل فرد منا صورة منعكسة لوجهه». راقب مرآتك!