صفا نجران.. واحة من الجمال في عالم النسيان

إلى الغرب من مدينة نجران، وعلى مساحة تصل إلى خمسة كيلومترات مربعة يقع حي الصفا. 200 عام مرت على وجود هذا الحي العريق الذي يحده من الشمال وادي نجران، ومن الغرب زور الحرث والنجد، ومن الجنوب تحيط به سلسلة متصلة من الجبال، أما من ناحية الشرق فيتجاور حي الصفا مع جبل رعوم الشهير وحارة سعد والنجد.

u0645u0646u0627u0632u0644 u062du062fu064au062bu0629 u062au0642u0627u0628u0644u0647u0627 u0634u0648u0627u0631u0639 u062au0631u0627u0628u064au0629

إلى الغرب من مدينة نجران، وعلى مساحة تصل إلى خمسة كيلومترات مربعة يقع حي الصفا. 200 عام مرت على وجود هذا الحي العريق الذي يحده من الشمال وادي نجران، ومن الغرب زور الحرث والنجد، ومن الجنوب تحيط به سلسلة متصلة من الجبال، أما من ناحية الشرق فيتجاور حي الصفا مع جبل رعوم الشهير وحارة سعد والنجد. وحي الصفا، مجموعة من المزارع المتوارثة بين ثلاث عشرة أسرة من قبائل مختلفة، توارثت المنطقة جيلا بعد جيل، وكل مزرعة تحمل اسم ملاكها وساكنيها دون ترقيم للمنازل أو الحيازات، والجميع يعرفون بعضهم، فهم قرية صغيرة أو قل عائلة كبيرة، هكذا تبدو الخارطة الجغرافية والهوية السكانية للمقيمين في هذا الحي. ورغم كل هذه الأصالة إلا أنه ما زال حتى اليوم يعاني من الإهمال، كما أن عناصر التخطيط والترتيب والتطوير جميعها تسجل غيابا تاما منذ عقود، بحسب مواطنين.

الزراعة عنوان الحي وقال المواطن محمد مرزوق ـ أحد سكان الحي ـ: إن سكان حي الصفا اعتمدوا منذ قديم الزمان على الزراعة في حياتهم، حيث تكثر أشجار النخيل والسدر والأثل، وتنتشر زراعة محاصيل البر والشعير والذرة والبرسيم، مثلما تنمو كثير من النباتات. وأشار إلى أنه في الماضي كان سكان الحي يعتمدون في ري محاصيلهم على السواني ومياه السيول، وبواسطة السواقي من الوادي المجاور، ومع الزمن بدأ حفر الآبار بالطرق التقليدية حيث كانت أعماق المياه الجوفية قريبة إلى سطح الأرض، فيما الآن انتشر استخدام الأدوات والأجهزة الحديثة لحفر هذه الآبار، إلا أن مياهها أصبحت أقل عذوبة وأكثر شحا عما كانت عليه في الماضي.

محروم من الخدمات وأضاف، رغم كل ما يمثله الحي من عراقة وأصالة، ظل في طي النسيان في كل شيء، ومحروما من الخدمات التي تتمتع بها الأحياء الأخرى في نجران. وزاد «إن مياه الشرب المحلاة لم تتوفر في منازل مواطنيه إلا قبل عام تقريبا، وإن شوارع الحي قليلة جدا بسبب تجاور المزارع ولا يفصل بينها سوى بعض أسوار شبكية قديمة أكل الدهر عليها ثم شرب».

أرصفة متهالكة والحديث ذاته أكده المواطن مبارك عبدالله، موضحا بأن الشوارع الموجودة بحي الصفا رغم محدودية عددها، لا يتجاوز عرض الواحد منها ثمانية أمتار وأرصفتها متهالكة، وتخلو تماما من الإنارة التي هي الأخرى لم تصل إلى المنازل إلا في العام 1397.

السياحة غائبة ورغم الموقع المثالي والخضرة الدائمة التي تحيط بحي الصفا بنجران، وأنه أصبح موضع نزهة دائمة لكل سكان المنطقة إلا أن الحي، كما يؤكد المواطن جابر حمد، يعاني إهمالا واضحا من قبل الجهات المسؤولة عن السياحة في المنطقة، فهو يفتقر – حسب قوله – إلى وجود المتنزهات والحدائق. وأوضح أن بعض المواقع التي هجرها أصحابها أصبحت تعاني هي الأخرى من تراكم بقايا الأشجار وتكدس الأعشاب الجافة، داعيا الجهات المسؤولة إلى مزيد من الاهتمام بحي الصفا من الجوانب الخدمية والسياحية.

البيوت الطينية حين تتجول بين بيوت حي الصفا الطينية وهي تنتشر بين المزارع تفوح منها رائحة التاريخ، وكل منها يحكي قصة مختلفة، ولكنها مشوقة، حيث ما زال بعض كبار السن من سكان الحي يفضلون الإقامة في هذه البيوت القديمة التي كانت تشيد من الطين والتبن، وتسقف بأخشاب الأثل والنخيل والخصف ولا تزيد تكلفتها على فرنسيين، ما يعادل 30 ريالا، ولم تغرهم المنازل الحديثة التي تقبع إلى جانبهم.

حسب الأولية وأكد المركز الإعلامي لأمانة نجران بأن العمل في مشاريع الأحياء يتم وفق جداول زمنية معتمدة، وجار تنفيذ مشاريعها تباعا.