آه سيدتي..

كنتُ حفنة تراب.. في فلاة.. في سراب..

كنتُ حفنة تراب.. في فلاة.. في سراب.. تقاربت حبّاتي بأريجك.. تشكلت بلمساتك.. بأنفاسك اتسقت أوتاري.. ببسماتك صدح قيثاري.. رويتِني، فانبثقت ورود، ناظرة إلى أعلى.. إليكِ.. لم تذق ذراتي حياة قبلك.. ما أحال الفلاة واحة إلا قلبك.. لم تعرف كومتي وردا لولاكِ، ولا يعرف الورد، كل الورد ضوءا سوى قسماتك.. أرجوكِ، لا تقولي «تعجبني كلماتك ليتني أكتبها».. لا أطيق منك التمني.. ولست أنا المعني.. بل خمائل المروج وألحاظ اللآلئ وشذا الريحان.. إيقاع الشطآن ولوحات الربيع وأنغام الكروان.. يعزفون ويغنون:»لا تكتبي، لا تثقلي بالريشة على أناملك».. «لا تطلبي المصباح وأنت الإشراق، لا تعبّري وأنت الإلهام، لا ترسمي وأنت الفن والألوان».. ما يصدر مني لا فضل لي فيه، فأنت المنبع والمنتهى.. كلماتي تصوغها حروف اسمك في كياني، يسقي بها طيفك مهجتي.. أرى الناس وتقبلين، فأعمى عنهم. أسمع الكون وتتنفسين، فأنساه.. أَغْنيتني فصار كل شيء.. لا شيء.. يجتمع في رؤاك وجودي ويذوب.. تُشيحين فأبقى على الكوكب منفردا، مستوحشا محتضرا.. تصفقين لي مرة، فإذا الدنيا تصفق مرات.. نظرتِ إلي فجهلت الألم، ابتسمتِ لي فتجاوزتُ القمم.. أحببتِني فاستحالت الأرض ورودا، والأجواء عودا، واحتضنتني الثريا.. آه سيدتي. عرفتُك، فعرفتُ روحي وميلادي وقدري.. أحببتكِ، فسهر العشق يقتفي أثري..