لجأ الشعراء السعوديين للتراث الشعبي 'الفولكلور' في نصوصهم من أجل توصيل المعنى بشكل أسهل وأعمق فنيا، وتقدم الباحثة أشجان محمد الهندي لحضور الفولكلور في القصيدة العربية المعاصرة من خلال نصوص لمجموعة من الشعراء الرواد في كتابها 'توظيف التراث في الشعر السعودي المعاصر' التي تتجلى في الأساطير،والحكايات الشعبية،الأمثال، الأغاني،السير والملاحم بالإضافة إلى العاد ت الشعبية والتقاليد المحلية والألفاظ الدارجة. ومن الحكيات الشعبية الموظفة في النص السعودي: 1_السندباد: غازي القصيبي قصيدة'العودة إلى الأماكن القديمة' آه يابحر أنت في قاع روحي وأنا فيك سندباد سجين. يشبه فيها الشاعر نفسه بالسندباد السجين . و قصيدته 'بنت الرياض' بنت الرياض طوانا البين فاستمعي لسندبادك جاب الكون مشاء زرت القفاء ذرعت البيد أودية من الهجير وأهوالا وأنواء حيث يتقمص فيها شخصية سندباد مشبها رحلته في هذه الحياة ومالاقاه على مرافئها من صعاب برحلة السندباد الذي يجوب الأهوال. قصيدته 'حبك' وعدت من سفري بالحب ملتصقا في الحب محترقا كالحب معطاء حيث سندباد هنا لايعود بالمال والكنوز من رحلته بل يرجع لمحبوبته بالحب. قصيدته 'الحمى' وهام في مرافئ الجنون كسندباد أحمق مأفون وعاد بالحمى وبالشجون وهنا سندباد يتغرب ويطوف عبر القفار ولكنه لايعود هذه المرة لابالمال ولا الحب ولكنه يعود بالشجون والحمى لأنه أحمق. 2_ شهرزاد وشهريار : محمد فهد العيسى قصيدة ' لاشيء كان' لاشيء قبض الريح في يدي وحفنة-صيفية الغيوم- من حكايا-شهرزاد-وأشرق الصباح إن العيسى هنا لايعود من رحلة حبه إلا بالأوهام التي يشرق عليها الصباح مظهرا خلوها من الواقع. محمد الثبيتي قصيدة ' شهرزاد والرحيل في أعماق الحلم' تناثرت بين المدينة والبحر والشاطئ القزحي الذي أقلعت منه أشرعة السندباد وجاءت مراكبك المخملية حالمة كمياه الخليج وصاخبة كصهيل الجياد يوظف هنا الملامح العامة لشخصية زوجة السندباد التي هي شهرزاد في حقيقة الأمر جاعلا من تلك الملامح إطارا تعبيريا عاما لقصيدته. حسن عبدالله القرشي قصيدة' غادتي شهرزاد' إيه يا(شهرزاد) قدت كل قوافل عمر الهوى في عصور المحبين في هذه القصيدة يتحدث عن قصة العشق القديمة التي تتجدد في كل عصر منذ عصر شهريار وشهرزاد حتى عصرنا هذا فالشاعر هنا شهريار ومحبوبته هي شهرزاد رمز العشق في كل العصور.