أنطون: أعول على ذكاء القارئلفهم اللهجات المحكية في السرد

يعول الروائي، الشاعر العراقي سنان أنطون على ذكاء القارئ، ويقول إنه لا ينظر إليه كشخص كسول، وإنه يؤدي دوره دائما ليفهم الكلمات الصعبة بالنص، ولاسيما مع توفر التقنية الحديثة

يعول الروائي، الشاعر العراقي سنان أنطون على ذكاء القارئ، ويقول إنه لا ينظر إليه كشخص كسول، وإنه يؤدي دوره دائما ليفهم الكلمات الصعبة بالنص، ولاسيما مع توفر التقنية الحديثة. من هذا المنطلق ينحاز إلى كتابة الحوارات باللهجة المحكية، حتى وإن صعبت على بعضهم.وأكد على هامش تقديمه ورشة عمل «التجريب في النص الروائي» لمشروع تكوين بالكويت أخيرا، على دور المثقف والفنان في حفظ الذاكرة الجمعية، مشيرا إلى أن «هذا هو الدافع للكتابة عن العراق وسط كل هذا الخراب». وأضاف «ليس من المعقول أن تفقد الخصوصية العاطفية والطبقية للشخصية بكتابة الحوار بالفصحى، كما أن هناك رهابا من انقراض اللغة العربية لو استخدمنا اللهجة المحكية في الحوار. وهذه فكرة استشراقية تقيس العربية على اللاتينية، وكأن الأمر حتمي. وهذا غير صحيح. من الممكن أن تتجاور الفصحى مع المحكية دون أن تلغي إحداهما الأخرى». وعن علاقته بالكتابة يقول «الكتابة بالنسبة لي حاجة نفسية، أتخيلها مثل الغدة، تحتاج أن تفرز، ولكي تفرز يجب يكون هناك إعداد وقراءة والكثير من العمل». رجال في الشمس، لغسان كنفاني تعتبر من أولى الروايات التجريبية العربية من حيث تعدد الرواة فيها. ميرامار، لنجيب محفوظ. رحلة غاندي الصغير، لإلياس خوري. مدن الملح، لعبدالرحمن منيف. المتشائل، لايميل حبيبي. الزيني بركات، لجمال الغيطاني. إعجام، لسنان أنطون. التجريب الروائي عرف أنطون خلال الورشة الكتابة التجريبية بأنها كتابة نص يعكس علاقة مختلفة مع الشكل. وأكد أن «الحديث عن الكتابة التجريبية لا يعني بالضرورة أنها أفضل من الكتابة الواقعية، فقد تكون هناك رواية واقعية ممتازة ورواية تجريبية سيئة». وحدد الفرق بينها وبين الكتابة الواقعية كالآتي:الكتابة الواقعية: يظهر فيها دور الكاتب بوضوح.النص التجريبي يظهر دور الكاتب بمظاهر متعددة، مثل:تعدد الأصوات.تدخل السارد بالسرد ووجوده كشخصية.تعددية الخطابات.تجاوز الزمان والمكان. خصائص اللغة وفيما يتعلق بخصائص اللغة في الكتابة التجريبية يقول أنطون إن الكتابة التجريبية ترى أن: اللغة ليست شفافة.غاية وليست وسيلة.تساهم في خلق وتشكيل العالم.ونوه بأن «الأدب التجريبي متأثر بأفكار ما بعد الحداثة التي تتحدى مفهوم ثبوت المعنى، ومعنية بثيمة اختفاء الجوهر وسقوط الأفكار الكبرى».وأشار إلى الآتي: الرواية التجريبية هي التي تنحرف عن الطرق المعروفة لتمثيل الواقع، بهدف تغيير نظرتنا إليه وإلى عملية الكتابة عموما. يوجد تعايش بين النصوص التجريبية والواقعية، وهناك محاولة للإتيان بكتابة واقعية أنضج. الادعاء بأن الأدب منفصل عن الحقيقة هو وهم، فالأدب يقوم بتشهير الحقيقة وتشكيل وعي الناس. تطور الكتابة وتعرض أنطون بعد ذلك لمراحل تطور الكتابة عبر عصور الحداثة وما بعد الحداثة في العالم الغربي، ومراحل التعددية الثقافية، وتأثر الفنون ببعضها، فضرب أمثلة على ذلك مثل تأثر ڤيرجينيا وولف بما بعد الانطباعية، أو رفض التقاليد. وأمثلة أخرى جرى فيها التجريب مثل مسخ كافكا، والأرض اليباب لإليوت. كما تطرق لعصر ما بعد الاستعمار، وإشكالية النظر إلى الحداثة في العالم الثالث. أعمال تجريبية في الأدب العربي