ماجد قاروب: «تكامل» تقدم المعونة القضائية لغير القادرين

منذ أن تم الإعلان عن إطلاق مبادرة «تكامل» لتدريب الشباب السعودي من خريجي الشريعة والقانون، وتأهيلهم لتقديم خدمات قانونية وحقوقية مستمرة لأصحاب الحقوق ممن لا يقدرون على الترافع عن أنفسهم، أو توكيل محامين عنهم أمام المحاكم، حرص مركز القانون السعودي للتدريب بقيادة المستشار القانوني ماجد قاروب على التأكيد على أن هذه المبادرة تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية والمهنية، وفي سياق استراتيجيتها الداعمة نحو الاهتمام بهذه الفئة المهمة لما لها من دور بارز وحيوي في بناء المجتمع ولتعزيز قدرتهم على الالتحاق بسوق العمل، ورفع مستوى الإنتاجية لديهم بما ينعكس على الاقتصاد الوطني بشكل عام، وعلى هؤلاء المنضوين تحت راية هذه المبادرة على وجه الخصوص حيث تهدف المبادرة إلى توفير مليون ساعة عمل تطوعي مجانية على مدار عشر سنوات تقدر قيمتها السوقية بأكثر من مليار ريال معونة قضائية يستفيد منها ذوو الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى المشورة والدعم القانوني والترافع عنهم أمام المحاكم

منذ أن تم الإعلان عن إطلاق مبادرة «تكامل» لتدريب الشباب السعودي من خريجي الشريعة والقانون، وتأهيلهم لتقديم خدمات قانونية وحقوقية مستمرة لأصحاب الحقوق ممن لا يقدرون على الترافع عن أنفسهم، أو توكيل محامين عنهم أمام المحاكم، حرص مركز القانون السعودي للتدريب بقيادة المستشار القانوني ماجد قاروب على التأكيد على أن هذه المبادرة تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية والمهنية، وفي سياق استراتيجيتها الداعمة نحو الاهتمام بهذه الفئة المهمة لما لها من دور بارز وحيوي في بناء المجتمع ولتعزيز قدرتهم على الالتحاق بسوق العمل، ورفع مستوى الإنتاجية لديهم بما ينعكس على الاقتصاد الوطني بشكل عام، وعلى هؤلاء المنضوين تحت راية هذه المبادرة على وجه الخصوص حيث تهدف المبادرة إلى توفير مليون ساعة عمل تطوعي مجانية على مدار عشر سنوات تقدر قيمتها السوقية بأكثر من مليار ريال معونة قضائية يستفيد منها ذوو الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى المشورة والدعم القانوني والترافع عنهم أمام المحاكم.وللإلمام بجوانب المبادرة وأبعادها، والأهداف التي يسعى مركز القانون السعودي للتدريب نحو تحقيقها وتأصيلها، كان لـ»مكة» هذا اللقاء مع الجندي المجهول الذي وقف وراء هذه المبادرة، والذي يحرص في كل مناسبة على الحديث عنها، والترويج لها، وتوفير كل أنواع الدعم والمساندة والتواصل مع أهل القانون والشريعة في المملكة لدعم المبادرة وتوفير كل ما من شأنه إنجاحها واستمرارها نحو أداء دورها نحو المجتمع. فكرة المبادرة1 من أين جاءت فكرة مبادرة تكامل التي أطلقتموها حديثا ؟ انطلقت مبادرة «تكامل» من واقع عايشته كرئيس للجنة المحامين بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، واللجنة الوطنية للمحامين بمجلس الغرف السعودية، حيث اتخذت اللجنة قرارا بأن يكون الحد الأدنى لتوظيف الشباب الجامعي أربعة آلاف ريال لدعم إقبالهم على العمل القانوني والحقوقي لكي لا يكون هناك قانوني عاطل وهذا الشق الأول من المبادرة الذي يتم بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية هدف لدعم التدريب والتوظيف. ومن واقع انفتاحي على المؤسسات الخيرية والحقوقية وبخاصة برنامج الأمان الأسري الوطني الذي تترأسه الأميرة عادلة بنت عبدالله رائدة العمل الإنساني الاجتماعي والحقوقي، هذا الانفتاح كشف لنا مدى الحاجة الكبيرة والملحة لعدد كبير من المواطنين للمعونة القضائية المجانية، وهذا هو الشق الثاني من المبادرة الذي نقدمه بالتعاون مع جمعية ماجد بن عبدالعزيز للخدمات المجتمعية، وهو مليون ساعة عمل تطوعي قانوني قضائي مجانية للمحتاجين في مجال القضايا العمالية والأحوال الشخصية التي تمثل 65% من حجم أعداد القضايا في المحاكم.رسالة المبادرة 2 وما هو مضمون الرسالة التي تسعى المبادرة إلى إرسالها إلى مكونات المجتمع السعودي وتلك التي تبعثون بها إلى الشباب القانونيين بالمملكة؟ باعتقادي أن هذه الرسالة سامية وتسعى إلى حصول أعضاء «تكامل» على أعلى وأكبر برنامج تدريب قانوني مجاني على مستوى العالم يحتوي على الشق الشرعي والقانوني والإداري من خلال تقديم 200 ساعة تدريب لمدة عام يضاهي حجمه العلمي درجة الماجستير الأكاديمي أو العلمي ليكون الأعضاء هم نواة أفضل برنامج تأهيل علمي ومهني على مستوى الوطن، وذلك مقابل تقديم المعونة القضائية المجانية للمحتاجين في إطار المسؤولية الاجتماعية للمحامي ورجل القانون، وهذا المبدأ الذي بدأت المؤسسات الحقوقية العالمية الكبرى مثل الاتحاد الدولي للمحامين (uia) والاتحاد الأمريكي للمحامين (aba) في طرحه ليكون من التزامات المحامين والنقابات لاستمرار الترخيص ومزاولة المهنة.3 كيف تخلق هذه المبادرة تجمعا حقوقيا يعمل وفق منظومة تضمن الاستفادة من جهود أهل القانون في خدمة المجتمع؟ يقف خلف هذه المبادرة أعضاء المجلس العلمي للمركز، وأعضاء المجلس الاستشاري والتدريبي للمبادرة وهم من القضاة وأساتذة القانون والشريعة ومن إدارة زملاء أفاضل وفيها يتم التواصل مع المحاكم والأمن العام واطلاع رؤساء المحاكم وأعضاء من المجلس الأعلى للقضاء وهذه جميعا أسست لفكرة المسؤولية الاجتماعية لوزارة العدل والمؤسسة القضائية ويشارك بها عدد كبير من زملاء المهنة وباعتقادي أن هذه المبادرة ستخلق مناخا إيجابيا من التواصل بين المحامين الجدد وأماكن عملهم من مكاتب محاماة أوإدارات قانونية بالقطاع الخاص وهذا كله سيوجد مناخا جديدا لمن يزاول المهنة.عمل مؤسسي4 هل تكفي هذه المبادرة لتفعيل العمل التطوعي في المحاكم السعودية؟من المفترض ذلك، وهو الآن ممارس بصورة فردية واجتهاد من قبل الوزارة وبعض رؤساء المحاكم وعدد كبير من الزملاء، وما لدينا في مبادرة «تكامل» هو تحويل هذه الجهود الفردية إلى عمل مؤسسي دائم وقائم ويحقق عددا من المصالح والأهداف الرئيسة والأساسية من التوظيف والتدريب والدعم والترقي المهني وخدمة المجتمع ولابد لي هنا من تقديم الشكر لأهم الداعمين وفي مقدمتهم مؤسسة الملك خالد وشركة نسما وبنك الجزيرة والشيخ حسن طاهر ومجموعة العرفج، إضافة إلى الرعاية الإعلامية لصحيفة «مكة» حيث كان لدعمهم الأثر الكبير لانطلاق المبادرة بالرياض وأخيرا بجدة.5 كيف يمكن الاستفادة من ذوي التوجهات التطوعية في مجالات المسؤولية الاجتماعية لخدمة المجتمع وتفعيل الحس الوطني وفضيلة الانتماء للوطن ؟ هذه المبادرة نموذج للتفعيل الأمثل للمسؤولية الاجتماعية التي يشترط لها الاستمرارية والاحتياج لخدمتها وبرامجها فهي ستقدم مليون ساعة عمل تطوعي تقدر قيمتها المالية بأكثر من مليار ريال وتوظف 1000 شاب وفتاة في وظائف مرموقة، وساهمت في تفاعل عدد من المؤسسات الخيرية والشركات الرائدة في أعمال المسؤولية الاجتماعية وهي تخدم أيضا جميع الجمعيات الخيرية المحتاجة للمعونة القضائية سواء كان ذلك في أعمالها مثل جمعية تحفيظ القرآن بجدة أوخدمة منسوبيها المحتاجين للمعونة القضائية كل هذا يؤدي إلى شعور المحتاجين والفقراء بأن هناك التزاما من الوطن ومؤسساته ومجتمعه المدني في مختلف القطاعات والتخصصات إلى مساعدته وخدمته ودعمه والوقوف بجانبه، وهذا الذي يرفع قيمة حب الوطن والانتماء إليه لأن ما فيه من حب وعطاء ودعم ومسؤولية تذهب إلى كل محتاج أو فقير بما يساعده في الحصول على حياة كريمة مطمئنة.