القرار 2254.. إنه عالم الكبار

لم يأت الإجماع الذي اتخذ به قرار مجلس الأمن حول سوريا يوم السبت الماضي بالزخم المطلوب إضفاؤه على القرار رقم 2254 كونه جاء مفرغا من أي أهمية حقيقية قد تسهم في حل الأزمة السورية التي طالت وتشعبت.. فالقرار قد نص على اعتماد مرحلة انتقالية مدتها سنتان، منها ستة أشهر تبدأ في يناير لتكوين حكومة انتقالية توافقية مشتركة من المعارضة ومن النظام القائم في سوريا تعقبها فترة مدتها ثمانية عشر شهرا يتم فيها إجراء انتخابات رئاسية بإشراف دولي.. القرار لم يُعرّف المعارضة ولم يستبعد الأسد من المشاركة.. وبذلك فهو لم يأت بجديد عن مباحثات جنيف1.

لم يأت الإجماع الذي اتخذ به قرار مجلس الأمن حول سوريا يوم السبت الماضي بالزخم المطلوب إضفاؤه على القرار رقم 2254 كونه جاء مفرغا من أي أهمية حقيقية قد تسهم في حل الأزمة السورية التي طالت وتشعبت.. فالقرار قد نص على اعتماد مرحلة انتقالية مدتها سنتان، منها ستة أشهر تبدأ في يناير لتكوين حكومة انتقالية توافقية مشتركة من المعارضة ومن النظام القائم في سوريا تعقبها فترة مدتها ثمانية عشر شهرا يتم فيها إجراء انتخابات رئاسية بإشراف دولي.. القرار لم يُعرّف المعارضة ولم يستبعد الأسد من المشاركة.. وبذلك فهو لم يأت بجديد عن مباحثات جنيف1. لقد كان إبعاد الأسد من العملية السياسية وتنحيه عن السلطة وإسقاط نظامه هو الهدف الرئيسي والأساسي لكل أطياف المعارضة باستثناء داعش وجبهة النصرة وهو.. أي تنحي الأسد.. المطلب الدولي والمنطقي والإنساني لهذا النظام اللا إنساني الشرس بكل ما قام به من جرائم بحق شعبه.. فكيف والحال كذلك يتم إغفال موضوع تنحي الأسد واستبعاده من السلطة في عملية التسوية السياسية والحل السياسي المعتمد في القرار؟.. أليس ذلك هو بيت القصيد من الموضوع برمته؟ ثم كيف يكون الحل ولم يشمل القرار سوى عبارات مائعة غير محددة عن وقف إطلاق النار؟ هل يستمر الأسد في إلقاء براميله المتفجرة على رؤوس الجميع في الوقت الذي تقوم فيه المعارضة بالتحاور مع النظام لتشكيل الحكومة؟ وأي حكومة؟ وأي تشكيل؟ وهل من المنطق أن ينجح ذلك ويتم ويسهم في إنهاء الأزمة؟ روسيا من أصرت على عدم تضمين القرار تنحي الأسد واستبعاده من العملية السياسية.. وروسيا هي التي لا تعترف بكيان المعارضة وفصائلها المعتمدة دوليا والتي اجتمعت في الرياض وتوصلت لاتفاق أو ربما اختراق وإنجاز تاريخي حقيقي.. هذا الاتفاق وهذا الجهد من حكومة المملكة العربية السعودية أثنى عليه وزراء خارجية أمريكا وفرنسا وبريطانيا والأردن ولم يشر إليه من قريب أو بعيد وزيرا خارجية روسيا والصين. لقد فرضت روسيا رؤيتها وتوجهها للوضع في سوريا على المجتمع الدولي وعلى المنظمة الدولية التي يؤكد هذا القرار هشاشتها وبؤس نظامها.. وبات من المؤكد بهذا القرار تحقيق رغبة الكبار بعدم حل الأزمة السورية وإطالة أمدها سواء كانت تلك رغبات معلنة كما هو من روسيا أو مبطنة كما هو من دول أخرى.. القرار 2254 يؤكد أنه لا يُراد للأزمة السورية أن تنتهي.. وإن انتهت فلا بد أن تنتهي ليس حسب رؤية ومطالب أبنائها المتمثلين في أطياف المعارضة وإنما حسب رؤية ورغبات المتنفذين الكبار. ليفرح من أراد بالقرار.. وليحتفل من شاء.. لكن الواضح بل الأكيد أن قرارا مفرغا مائعا كهذا لن يسهم في حل أزمة وطن وشعب عانى شتى أنواع المآسي والويلات.. قرار كهذا يؤكد تعاسة النظام الدولي وعدم فاعلية المؤسسات والهيئات الدولية وفشل النظام برمته من تحقيق الأمن والسلام والعيش الكريم لأي شعب.. وأن اللاعبين الأساسيين في هذا العالم وأصحاب القرار فيه إنما هم الكبار.. والكبار فقط.

nmjuhani@makkahnp.com