في معرض الكتاب.. عن جنون الكتّاب أتحدث!

حدثني أحد الأصدقاء عن ابنه الصغير ذي الأربعة عشر ربيعا أنه أرسل له رسالة نصية مفادها: والدي أرجو أن ترسل عذرا للمدرسة عن غيابي أمس، يقول صاحبي إني سألت ابني عن العذر الذي يود أن أكتبه لهم، فقال: (قل لهم إن ابني مرهق نفسيا) فضحكنا معا.

حدثني أحد الأصدقاء عن ابنه الصغير ذي الأربعة عشر ربيعا أنه أرسل له رسالة نصية مفادها: والدي أرجو أن ترسل عذرا للمدرسة عن غيابي أمس، يقول صاحبي إني سألت ابني عن العذر الذي يود أن أكتبه لهم، فقال: (قل لهم إن ابني مرهق نفسيا) فضحكنا معا. والحقيقة أن هذا الطفل أصاب كبد الحقيقة، وأنا الآن أحب أن أعلن أنني مرهق نفسيا أنا الآخر من بعض الكُتّاب السعوديين الجدد، بل ومرهق نفسيا ومصاب بصدمة عاطفية بسببهم، وبمناسبة معرض جدة الدولي للكتاب، الذي بدأ هذه الأيام، هذه بعض اللقطات حول جنون الكتّاب السعوديين! - أحدهم وصلت طبعات كتابه للطبعة السابعة والستين، وكلنا نعلم أن نزار وأحلام مستغانمي وقبلهم درويش ونجيب محفوظ وتركي الحمد لم يصلوا لهذا العدد من الطبعات؛ إلا إذا كان صاحبنا (صاحب الطبعة 67) يقصد أن كل نسخة طبعة فهذا أمر آخر، هذا كله قبل معرض جدة للكتاب، وبعد المعرض أتوقع أن يصل للطبعات المئوية. - حدثني صاحب دار نشر لا أثق فيه، ولم أثق فيه قط إلا هذه المرة - وأشك أن أحد الكتّاب يزعم أنه يضع ثقته بأصحاب دور النشر - قال: في معرض الكتاب الفائت بالرياض ذهبت لمستودعات المعرض في أرض المعارض، فوجدت كتاب الأستاذ «فلان» عن دار النشر «الفلانية» في طبعته السابعة، ولما مررت بنفس الدار، قلت في نفسي لعلي أطلع على ذلك الكتاب، ووجدت أن ما يباع في المعرض هي الطبعة التاسعة، ولم أصدقه (الحديث لي) وذهبت بنفسي، ولأول مرة يصْدقني صاحب دار النشر، فقالت نفسي لي هذا هو الشيطان: صدقك وهو كذوب! - كتب أحدهم على غلاف كتابه الخارجي الأمامي أنه الأكثر مبيعا في المملكة العربية السعودية والوطن العربي، وكتب أيضا على نفس الكتاب: الطبعة الأولى، أتمنى أن يشرح كيف عرف أنه الأكثر مبيعا إلا إن كان يقصد: (أتمنى أن يكون الأكثر مبيعا)، أو يقصد (أتوقع أن يكون الأكثر مبيعا) ويحق لي أن أقول بلهجة نجد: (معصي) أن يكون الأكثر مبيعا، والجواب يبان من عنوانه يا أخ أكثر كذبا في العالم! - أحد المهتمين في التراث والثقافة الإسلامية الأصيلة، دأب على أن يكتب على غلاف كتبه تعريفا بنفسه أنه العلامة ابن العلامة (فلان بن فلان) مع ديباجة عن مآثره الشخصية، والتي كتبها بنفسه عن نفسه، وكرت صغير له بأرقام هواتفه، غفر الله لك وللعلامة والدك، ما هكذا تورد إبل العلامة يا علامة ابن العلامة. بقيت نقطة واحدة نسيت أن أذكرها: بعض دور النشر قبل الطباعة لك، تتحقق من عدد متابعيك في تويتر وسناب شات، والفيس بوك للتأكد من جمهورك.. (دعوة غير صريحة لشراء متابعين قبل معارض الكتاب يا معاشر الكتّاب!). albarrak.a@makkahnp.com