حصة ناجحة..

مهما كان المعلم متمكنا في المادة التي يقوم على تدريسها ومهما بلغت خبرته، فلا يمكنه أن يستغني عن «تخطيط الدروس اليومي» أو ما يعرف بـ «الإعداد اليومي للدروس» والذي - مع الأسف - أجده وقد أصبح يباع في المكتبات ويقوم المعلمون بشرائه مثله مثل أي كراسة أو دفتر آخر دون أن يشق بعضهم على نفسه في قراءته، أو يحاول التعرف على محتواه (إلا القليل منهم كي أكون منصفا في رأيي)، لأن القناعة في نظر بعض المعلمين - وأكرر بعضهم - أن «التحضير شكلي لا جدوى منه»، فكم من المعلمين من يترك إعداده طوال اليوم الدراسي على مكتب مدير المدرسة، ومنهم من يتركه في المدرسة ليصطحب صبيحة كل يوم دراسي أوراق الإعداد وقد نسخها من موقع أو من جهاز الكمبيوتر، وبعضهم يفضل أن يضعه في السيارة عند الطلب

مهما كان المعلم متمكنا في المادة التي يقوم على تدريسها ومهما بلغت خبرته، فلا يمكنه أن يستغني عن «تخطيط الدروس اليومي» أو ما يعرف بـ «الإعداد اليومي للدروس» والذي - مع الأسف - أجده وقد أصبح يباع في المكتبات ويقوم المعلمون بشرائه مثله مثل أي كراسة أو دفتر آخر دون أن يشق بعضهم على نفسه في قراءته، أو يحاول التعرف على محتواه (إلا القليل منهم كي أكون منصفا في رأيي)، لأن القناعة في نظر بعض المعلمين - وأكرر بعضهم - أن «التحضير شكلي لا جدوى منه»، فكم من المعلمين من يترك إعداده طوال اليوم الدراسي على مكتب مدير المدرسة، ومنهم من يتركه في المدرسة ليصطحب صبيحة كل يوم دراسي أوراق الإعداد وقد نسخها من موقع أو من جهاز الكمبيوتر، وبعضهم يفضل أن يضعه في السيارة عند الطلب. وقد تطور «التحضير» نتيجة هذه النظرة إلى أن يصبح مجلدا ضخما يباع في المكتبات لا ينقصه سوى توقيع مدير المدرسة! وأنا لا أود العودة كثيرا إلى حديث قد يعده بعضنا حديثا مستهلكا عن أهمية الإعداد اليومي للدروس، مع أن إهماله يعني أن المعلم سيؤدي حصة مرتجلة، وغير منظمة الخطوات في إدارة عملية التعلم، لكني سأشير إلى أن «الأخطاء» التي قد يقع فيها المعلم في الحصة قد تكون بسبب عدم الإعداد لها جيدا، وللمادة المدروسة، فبسبب عدم الإعداد الكتابي الذي هو طريق للحضور والإعداد الذهني لن يكون ملما بـ»الأهداف» التي يرغب في تحقيقها، ولن يكون مخططا جيدا «لأنشطة التعلم» التي يجب أن ينفذها وهي تعد «مسرحا لعمليات الدرس الجديد»، ولن يكون مجهزا أو معدا «للوسائل التعليمية» التي ستضفي على درسه متعة وتشويقا ويجب أن يخطط لها، وستعين الطلاب على التفاعل مع الدرس بشكل مطلوب، ولن يكون المعلم موفقا في تنفيذ «آليات التقويم الصفي» جيدا، لأنها غير محددة وفقا لأهداف الدرس، ولن يكون قد أعد خططه لممارسة «التقويم البنائي» الذي يجعل المعلم على دراية بما تحقق من أهداف مراحل درسه، حتى يمكنه الانتقال من مرحلة إلى مرحلة داخله، وهو مطمئن على «فهم» طلابه لها، لأنه سيترتب على فهم المرحلة فهم ما سيتم بناؤه من معرفة جديدة، وفي حالة اكتشاف المعلم عدم وصول طلابه للفهم المطلوب، سيعود إلى المرحلة وفق أسلوب تدريسي جديد، أو إضافة وسيلة تعليمية في نفس الموقف التعليمي، وهذا أحد أهداف ممارسات «التقويم الانتقالي» المطلوب أن يعيه كل معلم، وليس مجرد المضي في قطع الحصة، أو إنهاء الدرس فقط، فيكون المعلم في ظنه أنه قد أنجز ما هو مطلوب منه كما كان يقال قديما «اللي فهم فهم واللي ما فهم عساه ... »! ولن يكون بسبب عدم «التخطيط» حدد أيا من «استراتيجيات التعلم» التي سيؤديها، ومتطلبات التدريس الحديث اليوم، والإشارة إلى نوع الاستراتيجيات للتعلم النشط التي سيؤديها مع طلابه، وقد تكون أكثر من واحدة في الحصة. في رأيي المتواضع إن وزارة التعليم لم تقصر في إعداد «أدلة المعلم» التي يمكنها تقديم وجبات ثقافية تعليمية تربوية للمعلم في طريقة التدريس، لكن يمكن للمعلم أن «ينطلق ويبدع» دون أن يقيد نفسه بما هو في الدليل، وليس الدليل إلا معينا أو مساعدا على الانطلاق نحو مساحات إبداعية للمعلم في صفه مع طلابه بما يتوافق ومستوياتهم وفروقهم الفردية، ليحقق أعلى نسبة من أهداف الحصة والدرس وأهدافه التي «خطط لها في إعداده اليومي» هذا إن كان خطط، لأني غير مقتنع بالإعداد الجاهز الموجود في المكتبات لكوني أراه يساوي بين «معلم في رفحاء ومعلم في صبيا» على اختلاف الظروف والبيئات المدرسية، وهذا غير منطقي.