الرأي

زيكا.. والحلم الذي ننتظره

نبض

عصام موسى
بعد هدنة قصيرة لصراعنا المستمر مع الفيروسات التي كان آخرها إيبولا وكورونا وإنفلونزا الخنازير.. من الظاهر أننا على مشارف جولة أخرى من الصراع المميت مع فيروسٍ جديد يستعد لاقتحام بلادنا بعدما أشاع الرعب في الأمريكتين وأستراليا وجنوب شرق آسيا، ثم ها هو يبدأ حربه الشرسة في أوروبا باقتحامه فرنسا..

فيروس زيكا الذي أخذ اسمه من أول غابة اكتشف بها، ظهر للمرة الأولى في أوغندا عام 1947 عندما أصاب عددا من القرود، ثم اكتشف بعد عدة سنوات (1952) في البشر.. وبعد هجمتين غير ناجحتين على البشرية في عام 2007 في منطقة المحيط الهادي و2013 في فرنسا ها هو زيكا يعود ليضرب بقوة في هجمته الثالثة ليصل عدد ضحاياه إلى ما يقارب المائة ألف في قارات العالم.. حتى إن البرازيل نفسها أعلنت عن ولادة ما يزيد عن 3500 وليد ذي رأس صغير، وهي أهم مضاعفات الفيروس التي تُصاحب بتخلف عقلي ووفاة سريعة.. المثير أن البعوضة التي تنقل هذا الفيروس تستوطن عددا كبيرا من بلادنا، خاصة هنا في المملكة العربية السعودية، وتسمى البعوضة أو الزاعجة المصرية، وهي التي تنقل حمى الضنك والعديد من الفيروسات الأخرى، نعم احتمالية وصول الفيروس إلى بلادنا احتمالية عالية، خاصة مع ترقب البعوضة المصرية لأي تواجد له لتبدأ نشره على طول البلاد وعرضها.. ويبقى الأهم.. الفيروس نفسه ليس بهذا الرعب الذي يسوقه العالم، إلا من إصابة السيدات الحوامل وتواجدهن في منطقة تستوطنها البعوضة المصرية.. نعم يتحدث العالم عن طرق كثيرة للوقاية واكتشاف المرض وعزله، وهي طرق رائعة مفيدة.. ولكني أتحدث هنا عن نقطتين أولاهما مكافحة البعوضة المصرية وإنهاء وجودها في بلادنا، وثانيتهما ألم يأن الوقت لإنشاء مركز عالمي متخصص في علم الفيروسات وعلاجها بدلا من هذا الاستنزاف المالي والنفسي والإنساني لبلادنا؟!