الرأي

دفاعا عن النفس يا وزير التعليم

نحترمها عندما تخترع تقنيات جديدة أو أجهزة تبهرنا بها، وعندما نراها في مكان عام لا نفكر بها إلا كأنثى يمكن التحرش بها.. هذا تفكير بعض الشباب أو الرجال بالفتاة أو المرأة. وقد صدر بالفعل مثل هذا التصرف منذ فترة عندما شاهدنا مقاطع على اليوتيوب لتحرش بعضهم بفتيات. ولا نتحدث عن إذا ما كانت هي السبب أو هو السبب، إنما هناك فكرة قد يعتبرها البعض جريئة أو غير مقبولة في مجتمع مثل مجتمعنا.. في كل الأحوال أريد أن أقولها فاسمحوا لي وفكروا معي بها.

نعلم الفتيات في المدارس أشياء مثل الطبخ والخياطة والرسم.. جميل. ماذا لو علمناها فنون الدفاع عن النفس الأساسية؟ أعلم أن فتياتنا غالبا لا يخرجن بمفردهن وأعلم أنهن محجبات -أدام الله عليهن نعمة الحجاب والاحتشام وغسل قلوبهن من كل مرض- ولكن هل يمنع ذلك أن تتعلم الفتاة بعض فنون الدفاع عن النفس ومنها ما يتناسب مع تكوينها الجسماني ومع مجتمعها المحافظ؟

وقياسا على ذلك يمكن إيجاد مادة أو نشاط للدفاع عن النفس في مدارس البنين كذلك. ما رأيك يا معالي وزير التعليم وما رأيك عزيزي القارئ وما رأيك يا مجلس.. الشورى؟

أعرف أن هناك من سيقول إن بعض فنون الدفاع عن النفس تستوجب حركات عنيفة قد تؤثر على سلامة الفتاة، يمكن أن نختار منها ما يتناسب مع وضع وسلامة الفتيات جسمانيا.

فنون الدفاع عن النفس ستعطي الفتاة ثقة بنفسها وقوة لشخصيتها تشمل حسن السيطرة على انفعالاتها وحُسن التصرف والتفكير بثبات وكثير من المحاسن والإيجابيات.

من ناحية أخرى، إذا فكرنا في كثير أو قليل مما تدرسه الفتاة في المدرسة قد نجده لا يمثل لها أهمية كبيرة وتنساه ولا تستفيد منه بعد تقديمها للاختبار.

بينما تحتاج أن تعرف كيف تتصرف وكيف تدافع عن نفسها إذا اضطرت لذلك وهذا مالا نجده متوفرا في معاهد خاصة، أقصد فنون الدفاع عن النفس.

مع الأسس الدينية القوية والسليمة التي يمكن أن تجدها الفتاة في المدرسة، تعلم فنون الدفاع عن النفس سيجعل منها شخصية أكثر عمقا وفهما لحقوقها وليس هذه التفاهات التي تتفوه بها «الهذلول» ومن هن مثلها من أن البلاد تحرمها من حرية التعبير. وتجري معها القنوات الأمريكية التي لا أعرف لها هدفا يقنعني بحسن النوايا لقاء لتقول فيه لماذا تم التحفظ عليها لمدة ما! لا نريد فتيات بهذه العقلية، ولا نريد تدخلا من جهات أجنبية تدعي أنها أحرص على فتياتنا منا.

وقيادة سيارة ليست مطلبا في مجتمع ليس مؤهلا بعد لذلك، وحدوث ذلك فيه الآن هو كارثة. نريد فتاة تحترم دينها أولا ومنظرها ومخبرها يمثلنا عربيات مسلمات يعشن في بلد له خصوصيته شاء الغرب والشرق أم لم يشأ. نريد فتاة تعتز بدولتها، بحاكمها، وحين تطالب بشيء فهي تلتزم بالقوانين ولا تتحدى الرجال في الشوارع وتعرض نفسها للعقاب من أجل ما لا يجدي. من يريدها أن تمثله؟ وهل هذه الطريقة الصحيحة؟ نريد فتاة واثقة من نفسها نعم، ولكن دون ابتذال ولا تحد لقوانين درست بعناية من قبل من يعلم طبيعة البلاد وأهلها وتراثها الديني.