الرأي

الخسائر كحذاء أحلام لا تأتي فرادى!

بعد النسيان

كما تعلمون؛ فلكل شركة تأمين وهمية شروطها الدقيقة المكتوبة بخط لا يرى بالتلسكوب الفضائي! ولهذا فقد وقَّعت أحلامنا جميع العقود مع مختلف شركات التأمين دون أن تقرأ، وما زالت كلما حدثت مشكلة تكتشف أن التأمين لا يشملها! فحين انكسرت ساقها ـ كما يقولون ـ اتضح أن علاجها غير مشمول بالتأمين على موطئ الكعب، الذي ينص على إصلاحه دون علاج القدم البشرية! فسلَّمت الفنانة الطيوبة وقررت تحمل تكاليف ساقها التي لم تؤمِّن عليها، ولكن تقرير الشركة فاجأها، وهي ما تزال في الجبيرة، بأن عليها أن تتحمل أيضاً إصلاح كعب الحذاء؛ ما لم تكتشف شرطة دبي المجرم (الإخواني) الذي رمى قشرة موزٍ في طريقها! أو الأشهب الدرباوي الذي أصابتها عينه من بين آلاف الجماهير المؤلَّفة! إذ ينص العقد على أن تتحمل الشركة إصلاحه من سبب طبيعي، أما الأسباب الجنائية أو الميتافيزيقية فليس عليها ضمان! هنا تمنَّت لو وجدت محامياً يقلب البحر طحيناً؛ كالعم ابن العم (سعدي العوفي)، الذي كان يتطوع بالترافع عن أي (مواااطٍ) ـ ظالماً أو مظلوماً ـ في محاكم المدينة المنورة، ولم يحدث أن خسر قضيةً، وكان ذلك قبل نظام المرافعات؛ رحمه الله وجزاه عن موكِّليه خير الجزاء!

ولجأت إلى فريق (بدون شك)، وجاء ردهم بعد أن خلعت الجبيرة ـ ولله الحمد ـ بأن قضيتها عالمية، والعالمية صعبة قوية، ولكنهم دقُّوا صدورهم وتزهَّلوا بمساعدتها في تبليط مترين من البحر... بحر الغرام طبعاً!

ورضخت أحلامنا للأمر الواقع، واحتسبت ـ بوصفها داعية المستقبل ـ تكلفة الإصلاح الباهظة لإزالة التصاقٍ لا يرى بالتلسكوب الفضائي من قشرة الموز المشؤومة! واستبشرت بالتعويض الكامل الشامل ثمن الحذاء وعقود التأمين، الذي ستحققه بدعوة سعودية واحدة لإقامة حفل في الرياض! ولأن كل ما وقعته من اتفاقيات لا يسري خارج أبراج الإمارات؛ كان لا بد أن تبرم عقوداً مضاعفة؛ للتأمين ضد الشوارع والمطبات والحفريات والتحويلات، والآنسة (منيفة)!

كما تعاقدت مع شركة ألبان شهيرة؛ لنقل الحذاء في فريزرٍ عملاق مع الزبدة! ورغم أن المستضيف السعودي تزهَّل بكل ذلك إلا أن الشركات رفضت؛ لعدم تفعيل أنظمة التجارة العالمية في السعودية! من يفهمهم أن العالمية صعبة قوية ؟؟!!