الرأي

الوعي بالطاقة الجنسية

تفاعل

الوعي بالحياة ضرورة حياتية ملحة، تمكن من عيش حياة فاعلة منتجة؛ تساهم في تحقيق قيمة وجود الفرد في الحياة.

لا سيما إن تعلق الوعي بأحد أهم أسرار الحياة الأزلية وهي الطاقة الجنسية، باعتبارها فعلا خلق لاستمرارية الجنس البشري والحياة ككل.

وأتساءل -هنا- كيف لأحد أهم أسرار الإله التي وضعها في نواميس الحياة أن تتعرض لمثل هذا التهميش -المتعمد- والتضليل والقمع؟

لا يزال الإنسان يتخبط على وجه الأرض بسبب عدم إدراكه ووعيه لهذه الطاقة الغريزية.. منذ كان الإنسان يتجرع العذاب والمعاناة بسبب الجنس، دون أن يقف متأملا ومتسائلا وباحثا عن سر هذه الطاقة الأزلية؛ إذ كيف يتواجد إنسان في هذا العالم دون أن يبحث عن حقيقته ويغوص في معانيه؟

إن الجنس سيظل موضوعا وجوديا ملحا للنقاش والبحث والتساؤل، وهو أكثر المواضيع التي مارس الإنسان ضدها شتّى أنواع القمع؛ باعتباره خطيئة وأمرا شخصيا لا يجب الحديث عنه -علنا- إطلاقا.

يملك الإنسان القدرة على وضع حد للألم والمعاناة التي يعيشها في هذا «الإنوجاد» الأبدي، وهو أمر منوط بإدراكه ووعيه للجنس، كونه جسر عبور أزليا للخلق المستمر في الحياة.

على الإنسان أن يعود لحقيقته «الإنوجادية»، التي تبدأ لحظة ممارسة الجنس، ساعتئذ يستطيع أن يدفع الحياة للأمام ويقلص حجم المعاناة الوجودية التي يعيشها في هذا التوافد الحياتي المستمر.

أشير-هنا- إلى كتابين تناولا هذا الجانب بنوع من التفكيك والغوص في هذا السر الإلهي، وهما كتاب (الجسد والوجود) للباحث الفيلسوف الأردني معاذ بني عامر، وكتاب (من الجنس إلى أعلى مراحل الوعي) للفيلسوف الهندي أوشو.

وتوجد أيضا مدونة تناولت هذا الجانب وهي مدونة (أسطوري).. والمصادر الثلاثة -هنا- للإشارة لا الحصر .

علينا أن نفتح وننفتح لحوار يتشاركه الكل لإعادة التعريف والوعي بالجنس، حينها سنضع حدا لمعاناتنا الجنسية في هذا العالم، ونرقى بالجنس لمستواه الكوني الإلهي، ونتمكن من التسامي عنه وتحويله لما يسمى بـ(فن تحويل الطاقة الجنسية).

وقد انطلق الإنسان باحثا عن سر هذه الطاقة الجنسية لمعاناته وعذاباته وويلاته من فوران هذه الطاقة بداخله؛ التي أعتبرها معاناة جماعية لا فردية، خاصة بالشباب.

أما آن لنا أن نضع حدا لهذا القمع ونبحث عن حقيقة هذا الجنس وهذه الطاقة؟