التأمين على حذاء أحلام!!
السبت / 27 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 03:00 - السبت 6 فبراير 2016 03:00
حين أسرعت الفنانة المحبوبة لاقتناء الحذاء الفريد لم يدر في حسبانها المثل السعودي: (يا من شرى له من حلاله علة)! أولا: لأنها لم تعلن بعد ـ بوصفها داعية سعودية ـ أن ثروتها من الغناء حرام أصلا! وثانيا: لأنها لم تحفظ قصة الزميل (أبي دلامة) مع الخليفة العباسي، الداهية الاقتصادي (أبي جعفر المنصور)، حين مدحه بقصيدة (صمعاء)، وهو يعرف أنه بخيل لا (يُشرِّه) أحدا ولو طلبه اللمم من ذنوبه! ولكن الخليفة كان (مروقا) ذلك اليوم؛ فأحب أن (يطقطق) ـ كعادته ـ على شاعرٍ كان يتشرف بأنه مهرِّج الخليفة، وأن رسالته العظيمة أن يوسِّع صدره وصدور حاشيته البيضاء؛ ليأتي الفساد ويشبكها! ثم تفرض البلديات عليها رسوما إدارية تدفعها كل الطبقات ما عدا الذين توسعت صدورهم البيضاء ثم شُبِّكت!! فقال أبوجعفر: آمر ونحن نُطامر يا أبا دلامة! فقال: ما يأمر عليك ظالم غيرك، يا مولاي! أريد كلب صيدٍ! فقهقه الخليفة قهقهةً مجلجلة بلغت (10) درجات على مقياس (رختر)، وقال: بس مير؟ بغداد كلها كلاب! ولن يكلف المال العام شعرةً لو أعطيناك منقية من الكلاب السود، وأخرى من الحمر، وثالثة من (البيج)، ورابعة من (الهسكي)! وقهقهت لقهقهته الحاشية، قهقهةً اهتزت لها المفاعلات النووية الإيرانية! ولم يقطعها إلا إضافة (أبي دلامة): ولكني لا أحسن الصيد، فأحتاج مدرباً (فزعة)! وجوادا (آخر موديل)؛ لأتمكن من اللحاق به، وأرضاً وقرضاً، و.. يا مطرة حُطِّي حُطِّي... فلم يخرج الشاعر (المصخرة) إلا وهو من ذوي (الشبوك) الخضراء، الملتفة على ضيعةٍ زراعيةٍ لا يحدها البصر، بما فيها من بشر وشجر وحجر وقمر!! وهذا ما وقعت فيه أحلامنا، حين استقبلت عرض الحذاء بقهقهتها المسجلة علامةً تجارية فرنسية، ومطّت براطمها المنفوخة للتو قائلة: بس (14) مليون دولار؟ ولكنها فوجئت بضرورة التأمين على الحذاء بما لا يقل عن (140) مليون دولار! كييييف؟ طبعاً يا (حلُّومة) ـ باللااااام ـ العالم العربي كله: فلكل غرامٍ من الذهب، ولكل حجر كريم، ولكل فتفوتة ألماس، ولكل (نانوميتر) من الكعب، تأمينه الخاص! ولكل تأمين شركة وهمية مختلفة، ولكل شركة تسعيرتها الخاصة الماصة، و... يا مطرة حطي حطي.. ما أحلى صوتك بها يا... (سندريلا) الأمة!!!
so7aimi.m@makkahnp.com
so7aimi.m@makkahnp.com