عن بُعد
الأربعاء / 24 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 20:00 - الأربعاء 3 فبراير 2016 20:00
وقع إطلاق وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» لبرنامج «العمل عن بعد» موقعا حسنا لدى المرأة السعودية. وذلك لأن هذه الوظائف الرسمية في منشآت القطاع الخاص بمختلف مدن ومحافظات المملكة، بالإضافة إلى أنها تعضد مشاركتهن في سوق العمل فإنها تتوفر فيها شروط تتناسب وظروف البعض حيث لا تتطلب وجودا فعليا في موقع المنشأة، بل سيكون في مراكز «هدف» أو المنزل.
استفاد هذا المشروع العالمي، من تجربة التعليم عن بعد التي سبقته وحققت نجاحا كبيرا مستفيدة من التطور التقني المتسارع. وقد تم تطبيق التعليم عن بعد في التحصيل لما بعد التعليم المدرسي، وأثبت نجاحه كحل بديل للذين لا تمكنهم ظروفهم من الالتحاق بالتعليم داخل القاعات في التعليم الجامعي ومجال الدراسات العليا. وذلك بعد أن يتشبعوا بالمناخ المدرسي وأسلوب التدريس والتفاعل في العملية التعليمية لخلق مزيد من الإبداع.
ولم يكن «التعليم عن بعد» بديلا للتعليم المدرسي، وذلك لأهمية المدرسة في عملية التنشئة بوصفها أول مؤسسة رسمية يرتبط بها الفرد في حياته. وأهم ما يميز المدرسة كأداة من أدوات التنشئة عن غيرها من الأدوات أنها إلزامية، لكي تمهد الفرد لتقبل واحترام أدوار بقية المؤسسات التربوية. ولذلك فقد اهتمت الدول المختلفة بإلزامية التعليم ومجانيته ليس فقط من أجل رفع المستوى العلمي والمساهمة في التنمية فحسب، بل من أجل تنشئة الأجيال أيضا.
وإن كان من أهداف العمل بشكل عام هو زيادة الإنتاجية بواسطة العنصر البشري، فإن «العمل عن بعد» بشكل خاص استطاع أن يتوافق مع هذه الشروط ويلبيها حسب طبيعته. والتجارب في أوروبا وأمريكا أثبتت نجاح هذه التجربة مع اقتراح الحلول لبعض التعقيدات.
لحداثة الفكرة عربيا فإنها تواجه في عدد من الدول التي قامت بتطبيقها بمعضلة عدم وجود تشريعات تنظيمية وقانونية واضحة لتحديد الأجور والعلاقات، ولكن ما يبعث على الاطمئنان أنه في المملكة أكدت وزارة العمل على تنظيم العلاقة التعاقدية للعامل «عن بعد» كعقد عمل رسمي مكتوب، يحدد فيه نوع العمل «عن بعد»، كما يحدد المكان الذي يمكن تأدية العمل فيه، إلى جانب المهام الوظيفية والوصف الوظيفي لها، وعدد ساعات العمل، والأجر، وجميع الحقوق والبدلات، إضافة إلى أي حقوق أخرى منصوص عليها في نظام العمل أو القرارات الوزارية واللوائح الداخلية المعتمدة في المنشأة.
يتخوف الناس من أن هذا النوع من العمل سيحول الموظفين إلى حالة عزلة اجتماعية، بالافتقار إلى حافز الاتصال الشخصي والتغذية الاسترجاعية المنتظمة للتقييم. كما هناك تحديان يتعلقان بهذا العمل وهما، التداخل الذي يمكن أن يحدث بين وقت العمل والأوقات الأخرى الخاصة بالمهام الأسرية أو الاجتماعية، فمن الوارد إن لم يتم الضبط أن تتغول إحدى هذه المهام على وقت الأخرى، وبالتالي لن تأتي هذه التجربة بالنتيجة المرجوة وتكون تشتيتا للمجهود فقط.
التحدي الآخر هو أنه ستواجه المرأة طوفانا من فرص العمل الوهمية، خاصة وأن التعامل لا يتم مع شيء ملموس ومرئي. وكذلك إن لم توفر الجهات الرسمية تأمينا وضمانا مناسبا، فإن المتقدمات للعمل سيقعن فريسة لمثل هذه الشركات.
إن تم التصدي لهذه التحديات فإن مخرجات «العمل عن بعد» ستثمر فوائد عديدة أهمها هو إنتاج مجتمع معرفي، يتبادل المعلومات والخبرة ويقوم بعمله دون أي قيود جغرافية، فيزيائية أو اقتصادية. ومن مزايا المجتمع المعرفي أن أفراده باستطاعتهم العمل فيما يناسبهم بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم والعيش في أماكنهم المختارة دون الحاجة إلى الاعتماد على وسائل النقل. كما أنه يساعد في الحفاظ على البيئة بالتقليل من الحركة المرورية والتقليل من إهدار مصادر الطاقة. وبإمكان «العمل عن بعد»، بعد استثمار هذه الطاقات أن يحتوي كبار السن ممن وصلوا سن المعاش وذلك للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم السابقة.
mona.a@makkahnp.com
استفاد هذا المشروع العالمي، من تجربة التعليم عن بعد التي سبقته وحققت نجاحا كبيرا مستفيدة من التطور التقني المتسارع. وقد تم تطبيق التعليم عن بعد في التحصيل لما بعد التعليم المدرسي، وأثبت نجاحه كحل بديل للذين لا تمكنهم ظروفهم من الالتحاق بالتعليم داخل القاعات في التعليم الجامعي ومجال الدراسات العليا. وذلك بعد أن يتشبعوا بالمناخ المدرسي وأسلوب التدريس والتفاعل في العملية التعليمية لخلق مزيد من الإبداع.
ولم يكن «التعليم عن بعد» بديلا للتعليم المدرسي، وذلك لأهمية المدرسة في عملية التنشئة بوصفها أول مؤسسة رسمية يرتبط بها الفرد في حياته. وأهم ما يميز المدرسة كأداة من أدوات التنشئة عن غيرها من الأدوات أنها إلزامية، لكي تمهد الفرد لتقبل واحترام أدوار بقية المؤسسات التربوية. ولذلك فقد اهتمت الدول المختلفة بإلزامية التعليم ومجانيته ليس فقط من أجل رفع المستوى العلمي والمساهمة في التنمية فحسب، بل من أجل تنشئة الأجيال أيضا.
وإن كان من أهداف العمل بشكل عام هو زيادة الإنتاجية بواسطة العنصر البشري، فإن «العمل عن بعد» بشكل خاص استطاع أن يتوافق مع هذه الشروط ويلبيها حسب طبيعته. والتجارب في أوروبا وأمريكا أثبتت نجاح هذه التجربة مع اقتراح الحلول لبعض التعقيدات.
لحداثة الفكرة عربيا فإنها تواجه في عدد من الدول التي قامت بتطبيقها بمعضلة عدم وجود تشريعات تنظيمية وقانونية واضحة لتحديد الأجور والعلاقات، ولكن ما يبعث على الاطمئنان أنه في المملكة أكدت وزارة العمل على تنظيم العلاقة التعاقدية للعامل «عن بعد» كعقد عمل رسمي مكتوب، يحدد فيه نوع العمل «عن بعد»، كما يحدد المكان الذي يمكن تأدية العمل فيه، إلى جانب المهام الوظيفية والوصف الوظيفي لها، وعدد ساعات العمل، والأجر، وجميع الحقوق والبدلات، إضافة إلى أي حقوق أخرى منصوص عليها في نظام العمل أو القرارات الوزارية واللوائح الداخلية المعتمدة في المنشأة.
يتخوف الناس من أن هذا النوع من العمل سيحول الموظفين إلى حالة عزلة اجتماعية، بالافتقار إلى حافز الاتصال الشخصي والتغذية الاسترجاعية المنتظمة للتقييم. كما هناك تحديان يتعلقان بهذا العمل وهما، التداخل الذي يمكن أن يحدث بين وقت العمل والأوقات الأخرى الخاصة بالمهام الأسرية أو الاجتماعية، فمن الوارد إن لم يتم الضبط أن تتغول إحدى هذه المهام على وقت الأخرى، وبالتالي لن تأتي هذه التجربة بالنتيجة المرجوة وتكون تشتيتا للمجهود فقط.
التحدي الآخر هو أنه ستواجه المرأة طوفانا من فرص العمل الوهمية، خاصة وأن التعامل لا يتم مع شيء ملموس ومرئي. وكذلك إن لم توفر الجهات الرسمية تأمينا وضمانا مناسبا، فإن المتقدمات للعمل سيقعن فريسة لمثل هذه الشركات.
إن تم التصدي لهذه التحديات فإن مخرجات «العمل عن بعد» ستثمر فوائد عديدة أهمها هو إنتاج مجتمع معرفي، يتبادل المعلومات والخبرة ويقوم بعمله دون أي قيود جغرافية، فيزيائية أو اقتصادية. ومن مزايا المجتمع المعرفي أن أفراده باستطاعتهم العمل فيما يناسبهم بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم والعيش في أماكنهم المختارة دون الحاجة إلى الاعتماد على وسائل النقل. كما أنه يساعد في الحفاظ على البيئة بالتقليل من الحركة المرورية والتقليل من إهدار مصادر الطاقة. وبإمكان «العمل عن بعد»، بعد استثمار هذه الطاقات أن يحتوي كبار السن ممن وصلوا سن المعاش وذلك للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم السابقة.
mona.a@makkahnp.com