الرأي

حين يعم السلام العالم.. ماذا سيحدث؟

تفاعل

ماذا لو عم السلام كل أنحاء العالم وتوقفت تلك الحروب العبثية بشكل نهائي؟

قد يبدو السؤال سهلا وبسيطا ومن حق أي واحد من سكان هذا الكوكب أن يسأله، ولكنه في حقيقة الأمر لا يعدو أن يكون أمنية تخالج القلوب وحلما يراود الأذهان، فالحروب التي يكتوي بها العالم اليوم لا يمكن لها أن تتوقف، وإن توقفت فستقوم حروب أخرى، لأنه وبكل بساطة يوجد هناك من يرى أن في إشعال هذه الحروب بقاء له وزيادة في قوته العسكرية والاقتصادية، فكثير من الاقتصادات القوية في العالم لم تبن إلا على أنقاض المدن المتهدمة وعلى الجماجم المحطمة وعلى الأشلاء الممزقة.

أما لو تحققت نبوءة السلام وأصبحت تلك الأمنيات حقيقة يعيشها العالم وتلاشت تلك الحروب المهلكة، فإن وجه العالم سيتغير بلا شك، وستنهار كثير من الاقتصادات التي تستعيش على موائد الحروب، وربما تهوي كثير من الدول القوية إلى الحضيض بعد أن كانت تتربع على عرش القوة، أما العقائد العسكرية فسيشملها تغير شامل وجذري وذلك لانعدام العدو الذي تبنى تلك العقائد من أجل القضاء عليه، وهذا بلا شك سيؤدي إلى تسريح كثير من الجيوش الجرارة، وتدمير أعداد مهولة من المعدات الحربية والعسكرية.

اعتقد أن الإنسان حينها سيعيش حياة مختلفة مبنية على المحبة والسلام وسيسخر كل تلك المصانع العملاقة والتي كانت تصنع آلات الحرب والدمار إلى مصانع نافعة تعود بالخير والفائدة على البشرية كلها.

ربما أن هناك من سيطلق على هذه الرؤية التفاؤلية مسمى «فنتازية الأمل في تحقق المستحيل»، ولكنها ستظل أمنية لكل المكلومين والمشردين في شتى أنحاء العالم ممن فرقتهم تلك الحروب العبثية وشتت شملهم بمعاركها الهمجية وأسلحتها المدمرة والفتاكة.