جنيف 3.. مهزلة دولية بإخراج أممي
الثلاثاء / 23 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 20:00 - الثلاثاء 2 فبراير 2016 20:00
لا أعرف كيف يتوقع البعض نجاح مفاوضات جنيف 3 لحل القضية السورية وهي تعقد في ظل ظروف أشد تعقيدا ووضع أكثر تصعيدا من تلك التي أحاطت بجنيف 1 وجنيف 2 وقد فشلت هي الأخرى.
أي نجاح يتوقعه البعض لمفاوضات جنيف 3 بين وفد المعارضة السورية، ووفد النظام الحاكم في سوريا، برعاية أمريكية روسية وهيئة الأمم المتحدة، وروسيا هي ذاتها طرف في النزاع؟ كيف يمكن لطرف في النزاع أن يكون أحد رعاة هذا التفاوض والمشرفين عليه والموجهين له؟ أي حيادية يتوقعها وفد المعارضة السورية من روسيا وهي تدعم النظام ورأس النظام وجيش النظام عسكريا وسياسيا؟ فمجرد وجود روسيا ضمن رعاة هذه المفاوضات يؤكد عدم إمكانية نجاحها أساسا وحتى قبل أن تبدأ.
يدرك الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف السوري ونائبه رئيس الوفد التفاوضي لمحادثات جنيف 3 الدكتور رياض حجاب، وبقية أعضاء وفد المعارضة هذا التناقض بدون شك، ويدركون أيضا الموقف الأمريكي الذي جسده الضغط الذي مارسه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على وفد المعارضة بالتهديد، الذي أنكره لاحقا، بعدم دعم المعارضة بالمال والسلاح والتدريب والمعلومات، إن هي لم تنصع للموقف المفروض عليها من روسيا وأمريكا ولم تحضر مفاوضات جنيف 3
ويدرك قادة المعارضة وأعضاء وفدها إلى جنيف موقف السيد دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا والذي يمثل طرحه وجهة النظر الإيرانية ويتطابق معها، والذي صرح قبلا بأن محادثات جنيف ستنطلق «بمن حضر» إن امتنع الائتلاف الوطني السوري عن الحضور. فأي مصداقية لهذه المفاوضات في ظل كل هذا الضغط وهذا التحيز لجانب النظام؟ وأي نجاح متوقع لهذه المفاوضات؟ وكيف تتم مفاوضات وطائرات روسيا تقصف جنود المعارضة، وجيش النظام يلقي ببراميل المتفجرات وغاز الكلور المحرم دوليا على قوات المعارضة ورؤوس المواطنين العزل، في تصعيد هدفه الضغط على المعارضة أثناء المحادثات؟ كيف وجيش النظام بمساعدة ميليشيات إيران وحزب الله يحاصر أكثر من 16 قرية ومدينة سورية حسب تصريحات فرح الأتاسي المتحدثة باسم وفد المعارضة في محادثات جنيف، في وضع إنساني غاية في البؤس.
محادثات جنيف ليست سوى مهزلة دولية بإخراج أممي، زادها هزلا توظيف داعش لتقوم وللمرة الأولى بتفجير سيارة مفخخة وسط دمشق في أول أيام المحادثات ليظهر النظام السوري القمعي الدموي وكأنه الضحية وليس المجرم القاتل المدمر.
من المؤكد أن المعارضة السورية تدرك هذه المهزلة، ومن المؤكد أنه لولا الضغط الدولي لما حضرت المعارضة السورية إلى جنيف، ولكن من المؤكد أيضا أن محادثات جنيف 3 ستفشل ولن يكسب من ورائها غير النظام السوري وحلفائه.
nmjuhani@makkahnp.com
أي نجاح يتوقعه البعض لمفاوضات جنيف 3 بين وفد المعارضة السورية، ووفد النظام الحاكم في سوريا، برعاية أمريكية روسية وهيئة الأمم المتحدة، وروسيا هي ذاتها طرف في النزاع؟ كيف يمكن لطرف في النزاع أن يكون أحد رعاة هذا التفاوض والمشرفين عليه والموجهين له؟ أي حيادية يتوقعها وفد المعارضة السورية من روسيا وهي تدعم النظام ورأس النظام وجيش النظام عسكريا وسياسيا؟ فمجرد وجود روسيا ضمن رعاة هذه المفاوضات يؤكد عدم إمكانية نجاحها أساسا وحتى قبل أن تبدأ.
يدرك الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف السوري ونائبه رئيس الوفد التفاوضي لمحادثات جنيف 3 الدكتور رياض حجاب، وبقية أعضاء وفد المعارضة هذا التناقض بدون شك، ويدركون أيضا الموقف الأمريكي الذي جسده الضغط الذي مارسه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على وفد المعارضة بالتهديد، الذي أنكره لاحقا، بعدم دعم المعارضة بالمال والسلاح والتدريب والمعلومات، إن هي لم تنصع للموقف المفروض عليها من روسيا وأمريكا ولم تحضر مفاوضات جنيف 3
ويدرك قادة المعارضة وأعضاء وفدها إلى جنيف موقف السيد دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا والذي يمثل طرحه وجهة النظر الإيرانية ويتطابق معها، والذي صرح قبلا بأن محادثات جنيف ستنطلق «بمن حضر» إن امتنع الائتلاف الوطني السوري عن الحضور. فأي مصداقية لهذه المفاوضات في ظل كل هذا الضغط وهذا التحيز لجانب النظام؟ وأي نجاح متوقع لهذه المفاوضات؟ وكيف تتم مفاوضات وطائرات روسيا تقصف جنود المعارضة، وجيش النظام يلقي ببراميل المتفجرات وغاز الكلور المحرم دوليا على قوات المعارضة ورؤوس المواطنين العزل، في تصعيد هدفه الضغط على المعارضة أثناء المحادثات؟ كيف وجيش النظام بمساعدة ميليشيات إيران وحزب الله يحاصر أكثر من 16 قرية ومدينة سورية حسب تصريحات فرح الأتاسي المتحدثة باسم وفد المعارضة في محادثات جنيف، في وضع إنساني غاية في البؤس.
محادثات جنيف ليست سوى مهزلة دولية بإخراج أممي، زادها هزلا توظيف داعش لتقوم وللمرة الأولى بتفجير سيارة مفخخة وسط دمشق في أول أيام المحادثات ليظهر النظام السوري القمعي الدموي وكأنه الضحية وليس المجرم القاتل المدمر.
من المؤكد أن المعارضة السورية تدرك هذه المهزلة، ومن المؤكد أنه لولا الضغط الدولي لما حضرت المعارضة السورية إلى جنيف، ولكن من المؤكد أيضا أن محادثات جنيف 3 ستفشل ولن يكسب من ورائها غير النظام السوري وحلفائه.
nmjuhani@makkahnp.com