الرأي

أزمة علم

تفاعل

حينما تنظر إلى واقع الأمة الإسلامية ينتابك شعور بالأسى والحزن الشديدين، وتنظر إلى هذا التفكك وهذا الصراع الذي بدأ يفت عضد الأمة، وتتساءل: إلى أين سوف يصل بنا الحال؟ وماذا يخبئ لنا الزمن خلف طياته وعواقبه؟

في الدول الإسلامية اليوم حروب ونزاعات وصراعات دامية وأشلاء متناثرة ومناظر تقشعر منها الأبدان، وكأن العالم الإسلامي أصبح كرة من لهب أو كأنه شعلة من نار لا نعلم من أوقد هذه الشعلة أو هذه الكرة ورمى بها علينا فجعلتنا حصيدا زلقا، والذي يقطع القلب ويدمي العين أن كلا من الأطراف المتنازعة يدعي الإسلام والتدين وأنه ما خرج إلا ليرفع كلمة التوحيد، ثم يأتي بما يخالف هذه الكلمة ومقتضياتها فيقتل المسلمين والمعاهدين والمستأمنين.

في كل يوم نصبح على تفجيرات واغتيالات من مسلمين لمسلمين! أين حرمة الدماء؟ أين الوفاء بالعهود؟ أين إعمال الأدلة الشرعية؟ إنما هو الجهل المطبق والضلال المبين وتلقي الأوامر من هنا وهناك «وأخشى أن يكون الذي من هناك غربي كافر يتربص بنا الدوائر».

أقول لهؤلاء الذين أجزم بأنهم ما قرؤوا قرآنا ولا فهموا سنة الفهم الصحيح: أين أنتم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بين فيه من هو المسلم فقال عليه الصلاة والسلام «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته» رواه البخاري.

وأين أنتم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بين فيه حرمة هذا الدم، فقال صلوات ربي وسلامه عليه «لا يحل دم امرئ يشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة». متفق عليه.

أين أنتم من قصة أسامة بن زيد لما قتل الرجل الكافر بعد أن نطق الشهادة وكيف غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاتب أسامة أشد العتاب حتى تمنى أسامة أنه لم يسلم إلا تلك اللحظة؟ إن الذي تتبناه هذه الفئات الخارجة هو فكر منحرف وفكر هدام، والمشكلة الرئيسية التي عندهم هي أزمة في العلم أدت إلى الجهل بنصوص الشرع.