الرأي

وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

تفاعل

عندما يفتى بأمر أنه حلال أو حرام يخرج أناس متذمرون من تلك الفتاوى رغم أنها صدرت من أهل العلم الراسخين في الشريعة وعلومها.

فنجد التذمر يزداد عندما يحرم حرام فيه معصية لله عز وجل لأن تلك الفتوى ستغلق عليهم أبوابا من متعة الدنيا وزينتها، وينسى هؤلاء قول الله تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).

ولقد رجعت لمعنى تلك الآية الكريمة فجاء معناها:

إن الحياة في هذه الدار (لعب) باطل لا حاصل له، فرح ثم ينقضي، ومنظر تتزينون به يفخر به بعضكم على بعض، ومباهاة بكثرة الأموال والأولاد، ثم ضرب لها مثلا فقال: (كمثل غيث أعجب الكفار) أي: الزراع أعجبهم ما نبت من ذلك الغيث ثم ييبس (فتراه مصفرا) بعد خضرته ونضرته (ثم يكون حطاما) يتحطم ويتكسر بعد يبسه ويفنى (وفي الآخرة عذاب شديد) قال مقاتل: لأعداء الله (ومغفرة من الله ورضوان) لأوليائه وأهل طاعته.

(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)، قال سعيد بن جبير: متاع الغرور لمن يشتغل فيها بطلب الآخرة ومن اشتغل بطلبها فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه.

بعد هذا التفسير المفصل يتضح أن من ينفر من تحريم ما حرم الله فقد ضل سواء السبيل، جاعلا شيطانه يأخذه لهاويات الظلام والسوء، وقد يتجرأ البعض على السب والشتم فوق تذمره المقيت الذي يدل على ضعف إيمانه.

حذاري أن يستدرجك شيطانك لزينة الحياة الفانية تاركا بها الدار الآخرة التي هي في الأصل دار القرار والحياة الأبدية التي يبتغيها من يحمل عقلا.

إن الإسلام وتشريعاته الوسطية لا تنفر بقدر ما تحذر من مغبات نسيان الإنسان ربه، فالإسلام له تشريعاته التي تلزم كل مسلم بالانقياد لها وعدم مخالفتها لكي لا يقع في معصية الله.

الإسلام جميل وهو الحياة الحقيقة ويكفل للبشرية حقها ويردع كل من تسول له نفسه بالبغي على حقوق غيره.

الإسلام دين الأمل والتسامح، دين الطمأنينة والسلام، فعلماؤنا الأفاضل الراسخون في العلم هم من يرسمون لنا الطريق الصحيح بكلام الله وسنة نبيه المصطفى، وليسوا ممن يخرجون على هواهم بفتاواهم، فتعلموا الشريعة والآن يعلموننا ما تعلموه، حملهم ثقيل وأمانتهم غالية، حفظهم الله وزادهم علما، فهنيئا لنا بالإسلام وتعاليمه.