مقاومة الإرهاب مسؤولية من؟
الاثنين / 22 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 22:30 - الاثنين 1 فبراير 2016 22:30
هناك العديد من العوامل التي قد تدفع الشباب للانضمام للجماعات المتطرفة، منها عوامل اجتماعية أو سياسية أو عوامل فكرية وعقدية أو حتى عوامل اقتصادية، المهم أن تأثير هذه العوامل أو بعضها يهيئ الظروف المناسبة للانتماء لتلك التنظيمات أو الجماعات الإرهابية. ومن هنا فإن خضوع الفرد لضغط واحد أو أكثر من هذه العوامل فإن ذلك سيدفعه إلى البحث عن حلول ابتكاريه لعلاج مشكلاته، وحينما يكون الانتماء للتنظيمات المتطرفة أحد الحلول الممكن التفكير فيها، تأتي مرحلة التفكير بعمق في هذه الاتجاهات، وقد ينتهي الحال في الدخول مع التنظيم في اتجاهاته وتنفيذ مخططاته، كما هو الحاصل اليوم حيث نجد أن الشاب لا يفصله بين انخراطه في التنظيم وبين تنفيذ عملية انتحارية إلا بضعة أشهر أو أسابيع. من هنا وجب على المؤسسات التربوية أن تبادر من خلال مؤسساتها إلى مساعدة الفرد على كشف وبلورة استعداداته ومواهبه العقلية وتنميتها، ومحاولة تهيئة فرص التدريب والممارسة الفعلية حيال سلبية الإرهاب وخطورة المجتمع، حتى تصبح لدى الفرد قدرات ومهارات فعلية في هذا المجال. صحيح أن للعوامل الوراثية دورا بارزا في الاستعدادات البيولوجية لدى الفرد، إلا أن ذلك يتوقف إلى حد كبير على دور النسق التربوي في البناء الاجتماعي فيما يخص تنشئة الفرد وتربيته في المجتمع. وفي مجال مقاومة الإرهاب، تستطيع المؤسسات التربوية القيام بوظائفها في دفع الفرد للتعلم الذاتي الصحيح، وحل ما قد يواجه من مشكلات، وحثه على الإبداع والابتكار والتفكير المنطقي، وفق القيم الاجتماعية السائدة، ونبذ العنف والتطرف كأساليب لحل ما قد يواجه من مشكلات، ولتقييم الأفكار التي ينادي بها عناصر الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة ونقدها نقدا هادفا، ونقدها نقدا عميقا يتيح فضح الشعارات التي يطلقونها، والمبادئ التي يدعون نبلها. كما أنه من الضروري التأكيد على غرس الانتماء للوطن كوظيفة رئيسة من وظائف النسق التربوي، وبالرغم من أن تعميق هذه القيمة من مسؤولية المؤسسات التربوية، إلا أن تعزيزها يتطلب أن تقوم الدولة بتأمين احتياجاته، وتكفل للفرد حياة كريمة تحفظ له حقوقه وتفتح له مجالات الحياة ليستمتع بها ويتمكن من القيام بالأدوار المنوطة به. أعتقد أن مبادرة النسق التربوي بوظائفه في مجال مقاومة الإرهاب بكفاءة وفاعلية ستخفف من الآثار التي أحدثتها الجرائم الإرهابية، بل ستساعد في الوقاية من حدوث جرائم مستقبلية في ذات الاتجاه، خاصة إذا قامت هذه الوظائف على المجالات كافة التي تتعلق بإخراج فرد منتج وفاعل في المجتمع الذي يعيش فيه، وبدون تحقيق وظائف النسق التربوي سالف الذكر فإن محاولة وقاية بعض شبابنا من الانخراط في التنظيمات الإرهابية سوف تكون أمرا في غاية الصعوبة. alfarhan.i@makkahnp.com