الرأي

أعدقاء المرور

إعلان الإدارة العامة للمرور في نهاية العام 2015 على لسان مديرها العام حول إطلاق التطبيق الالكتروني لتمكين المواطن من رصد المخالفات المرورية ينقصه الكثير من التفاصيل.

علاقتنا بالأجهزة الذكية علاقة متطورة جدا، وضرورة الاستفادة من التطبيقات الذكية أصبحت ملحة على المستوى الحكومي.

لكن الإدارة العامة للمرور (سبق أن تم طرح اقتراح أصدقاء المرور قبل أكثر من 5 سنوات)، هذه الإدارة التي اختفت فجأة في ظروف غامضة بعد تطبيق نظامي ساهر ونجم، لم تكن تستمع لـ«صياح» المواطنين المتواصل؛ لتقوم بدورها في تطبيق الأنظمة المرورية؛ لضمان سلامتنا وسهولة الحركة المرورية في مدن أضحت كوارثها المرورية لا تحتمل.

نأتي لتطبيقات المرور الذكية، من سيطبقها وعلى ماذا ومتى وكيف وما هي الضمانات لتلافي المشكلات التي يمكن أن تقع جراء تطبيق التطبيق الذكي؟

تصريح مدير عام المرور اللواء الزهراني يقول «إن التطبيق الذكي سيطلق خلال الشهرين المقبلين (أي في شهر فبراير من العام 2016)، وسيتاح للمواطنين والمقيمين فرصة التسجيل فيه ببياناتهم الرسمية كأصدقاء للمرور والسلامة، وأضاف أنه تم تشكيل فرق عمل ميدانية ومكتبية؛ لمتابعة البلاغات والتحقق من صحتها قبل تحرير المخالفات على المركبات المخالفة»

وناشد اللواء الزهراني المواطنين والمقيمين بالتفاعل.

الكتابة عن فعالية هذا التطبيق هي استباق للأحداث، بالرغم من أن الاقتراح سبق أن تم طرحه أكثر من مرة للأسباب التي تم ذكرها سابقا، لكن المهم الآن آلية التطبيق.

من هم أصدقاء المرور؟

أعتقد أن تنظيم هؤلاء الأصدقاء يجب أن يعلن عنه، من هو المخول له ليكون صديقا للمرور وما هي صفته الفعلية التي سيواجه بها المخالفين؟

ليس من المعقول أن يقف مواطن في وجه المخالفات والمخالفين، ونحن نعرف أن اثنين أمام مدخل ضيق يتسع لسيارة واحدة، تتكدس فيه عشرات السيارات، وسط أصوات المنبهات وصياح السائقين على السائقين، ووصولهم في أحيان كثيرة إلى التشابك بالكلمات في أقل تقدير، أن يجهل مسألة تصوير هذه المخالفات لنقلها للمرور أمرا سهلا.

الذي يحدث الآن في الطريق السريعة، ولا بد أن المرور يعرف ذلك تماما، أن المواطن ينبه من خلفه حين يشاهد «كاميرا» ساهر في الطريق لكي يتلافى من بعده الوقوع في «الفخ»!

هذا «الصديق» كيف سيسجل بكاميرا جواله مخالفات الناس؟

أريد أن أصل مع المرور إلى نقطة نتفق حولها، التطبيق الجديد أمر ضروري وبالغ الأهمية، ولكنه أيضا بالغ الحساسية، ولتلافي ما يمكن أن يقع من مشكلات لا بد أن يعلن المرور أن الأشخاص المتاح لهم استخدام التطبيق، دون ضرورة أن يكون هناك فِرق عمل قد ترهق الإدارة العامة للمرور، لا بد لهم من مؤهلات، تأتي في مقدمتها سلامة السجل المروري، والرغبة بالتسجيل كـ«صديق» للمرور، وحضور دورة مكثفة لمعرفة أنواع المخالفات المرورية، حزمة من الأمور تتيح لنا جميعا أن نتعامل مع «الصديق» كرجل مرور مدني، له حقوق وعليه واجبات.

التطبيق الذكي سيتحول في «يد» التهور الحادث فعليا، واللامبالاة التي يواجه بها قائدو المركبات للشوارع لأسباب كثيرة من ضمنها المرور نفسه، سيتحول إلى معركة في غاية الخطورة ما لم يحظ بالاهتمام والدقة في التطبيق والتنفيذ.