إنها البدايات يا عزيزي
دبس الرمان
الاحد / 21 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 21:00 - الاحد 31 يناير 2016 21:00
هل تشعر بالتوتر؟ نعم بالتأكيد تشعر بالتوتر، يتضاحك الناس من حولك ويتبادلون الأحاديث وآخر أخبار المجتمع والسياسة، وأنت سارح، ساهم كما لو كنت داخل فقاعة صابونية ترى الناس وتسمعهم، ولكنك وهم مدركون أنك حاضر بالجسد فقط.
وظائفك الحيوية كلها في حالة تأهب بسبب ذلك الدفق من الأدرنالين الذي ما يزال يصب في مجرى دمك، تاركا إياك في حالة استنفار دائم واستعداد متواصل. عقلك المسكين لا يهدأ وهو يحاول إيجاد تلك الموازنة السحرية بين الرؤى والطموحات التي تتقافز داخله، ومنطقية التخطيط واحتساب الخطوات. وقلبك متقلب كما الطقس في عاصمة الضباب، فتارة تشع عليه شمس التفاؤل والفرص الجميلة، وتارة أخرى تتجمع السحب فوق تلك الشمس ملبدة الأجواء ومغرقة إياك في بركة من التكهنات والشكوك.
إذا طابقتك هذه الأوصاف فاعلم يا عزيزي أنك بصدد تغيير مهم في حياتك. بصدد تحول في مسار إحداثياتك الذي اعتدت عليه، بصدد عيش حياة مختلفة باعتقادات وأفكار جديدة. نعم يا عزيزي خذ وضعك في مقعدك واربط حزام الأمان، فأنت الآن من ركاب قطار التغيير السريع، وأنت الآن في محطة البداية.
ننظر للناجحين والمنجزين والمبدعين والمميزين، ونحسب أن السماء أمطرت عليهم الهبات والعطايا حظا وجزافا، ونظل نتابعهم بعين الضيق والنقد والندية متصيدين أخطاءهم ومقتفين عثراتهم، ولسان عقولنا وحواراتنا الداخلية يهمس في ضيق (لماذا هم؟ لماذا ليس أنا؟ في ماذا هم أفضل؟).
والحقيقة أن ما تشعر به طبيعي، نعم طبيعي جدا، ولكنك يا عزيزي تتناسى وتتغافل وتتجاهل حقيقة وواقع أن الفرق بينك وبينهم لا يتعدى مقدارا متواضعا من الجهد ربما، ولكنه يحمل في طياته الكثير والكثير من الشجاعة والجرأة على البدء. نعم البدء في مشروع جديد، بدء تخصص جديد، بدء وظيفة جديدة، بدء رحلة تعلم جديدة، بدء نظام جديد، بدء تجربة عاطفية جديدة.
باختصار بدء أي تجربة جديدة في الفكر والطريقة، تحملك من حيزك المعتاد، إلى حيز جديد، حيز عار من حماية المألوف، وقوالب المقبول والآمن، حيز ذي جاذبية جديدة قد لا تلامس قدماك فيه الأرض، وتبدو خطواتك فيه كما لو أنها مثقلة بالأوزان الحديدية، حيز تصبح فيه المسافات أبعد والغايات أصعب، وحيث مصدر طاقتك الوحيد هو نفس آمنت بأنها خلقت لتشق الطرق الجديدة، وبأنها أكرم من أن تتنازل عن حياة ترغبها فقط، لأن جمعا من البشر آثروا الموجود، ونسوا أننا خُلقنا لنصنع الوجود.
heba.q@makkahnp.com
وظائفك الحيوية كلها في حالة تأهب بسبب ذلك الدفق من الأدرنالين الذي ما يزال يصب في مجرى دمك، تاركا إياك في حالة استنفار دائم واستعداد متواصل. عقلك المسكين لا يهدأ وهو يحاول إيجاد تلك الموازنة السحرية بين الرؤى والطموحات التي تتقافز داخله، ومنطقية التخطيط واحتساب الخطوات. وقلبك متقلب كما الطقس في عاصمة الضباب، فتارة تشع عليه شمس التفاؤل والفرص الجميلة، وتارة أخرى تتجمع السحب فوق تلك الشمس ملبدة الأجواء ومغرقة إياك في بركة من التكهنات والشكوك.
إذا طابقتك هذه الأوصاف فاعلم يا عزيزي أنك بصدد تغيير مهم في حياتك. بصدد تحول في مسار إحداثياتك الذي اعتدت عليه، بصدد عيش حياة مختلفة باعتقادات وأفكار جديدة. نعم يا عزيزي خذ وضعك في مقعدك واربط حزام الأمان، فأنت الآن من ركاب قطار التغيير السريع، وأنت الآن في محطة البداية.
ننظر للناجحين والمنجزين والمبدعين والمميزين، ونحسب أن السماء أمطرت عليهم الهبات والعطايا حظا وجزافا، ونظل نتابعهم بعين الضيق والنقد والندية متصيدين أخطاءهم ومقتفين عثراتهم، ولسان عقولنا وحواراتنا الداخلية يهمس في ضيق (لماذا هم؟ لماذا ليس أنا؟ في ماذا هم أفضل؟).
والحقيقة أن ما تشعر به طبيعي، نعم طبيعي جدا، ولكنك يا عزيزي تتناسى وتتغافل وتتجاهل حقيقة وواقع أن الفرق بينك وبينهم لا يتعدى مقدارا متواضعا من الجهد ربما، ولكنه يحمل في طياته الكثير والكثير من الشجاعة والجرأة على البدء. نعم البدء في مشروع جديد، بدء تخصص جديد، بدء وظيفة جديدة، بدء رحلة تعلم جديدة، بدء نظام جديد، بدء تجربة عاطفية جديدة.
باختصار بدء أي تجربة جديدة في الفكر والطريقة، تحملك من حيزك المعتاد، إلى حيز جديد، حيز عار من حماية المألوف، وقوالب المقبول والآمن، حيز ذي جاذبية جديدة قد لا تلامس قدماك فيه الأرض، وتبدو خطواتك فيه كما لو أنها مثقلة بالأوزان الحديدية، حيز تصبح فيه المسافات أبعد والغايات أصعب، وحيث مصدر طاقتك الوحيد هو نفس آمنت بأنها خلقت لتشق الطرق الجديدة، وبأنها أكرم من أن تتنازل عن حياة ترغبها فقط، لأن جمعا من البشر آثروا الموجود، ونسوا أننا خُلقنا لنصنع الوجود.
heba.q@makkahnp.com