أيها الماغوط.. ليتك أخذت دريد معك!
سنابل موقوتة
الجمعة / 19 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 02:15 - الجمعة 29 يناير 2016 02:15
المحظوظون حقا هم الذين رحلوا عن هذه الدنيا في وقت لم تكن فيه فتن ولا أحداث يكون فيها حتى الحياد خطيئة كُبرى.
ربما تكون مسرحيات دريد لحام من أهم المسرحيات في تاريخ الفن العربي، منذ أن بدأ وحتى ينتهي وينصرف الناس عن توافه الأمور كالفنون والآداب وينشغلوا بقتل بعضهم البعض بشكل تام، لا يشغلهم عن ذلك شاغل ولا يعطلهم مُعطّل!
ولأني أحد الذين لا ينكرون أن لمسرحيات الراحل محمد الماغوط ودريد لحام أثرا كبيرا لا أستطيع تجاهله على الطريقة التي أنظر من خلالها للناس والحياة، فإني ربما أكون من أكثر المصدومين من موقف دريد لحام من المجازر التي تُرتكب في سوريا منذ أن بدأت الأزمة السورية، وكأحد «المغالين» في الإعجاب بما قدمه في مسيرته الفنية فإني كنت سأقبل الحياد منه، وأن يعتزل الناس والتصريحات ويسكت، لكنه لم يفعل!
المسألة ليست مسألة موقف «سياسي» يُتفق فيه ويختلف، لكنها مسألة دماء وقهر وظلم واستبداد، وحين تجد من كانت جُل أعماله ضد القهر والاستبداد ثم تكتشف أن كل تلك الأعمال لم تكن سوى مواقف «نظرية» تسقط سقوطا مدويا عند أول اختبار عملي، فإن الإحباط ليس كلمة كافية للتعبير عن حقيقة الوضع!
ربما هو لم يتغير ـ وهذا هو الأرجح ـ وأن هذه هي شخصيته الحقيقية، وكل ما في الأمر أن هذا زمن أصبح فيه إخفاء الحقيقة أمرا بالغ الصعوبة. وأصدقكم القول ـ على غير العادة ـ إن موقفه المزري من إبادة الناس لا يهمني كثيرا، لكنني فقط كنت أتمنى ألا أعرف هذا الموقف، فأنا أستمتع بالحياة مخدوعا ولا أريد أن أفهم أي شيء!
وعلى أي حال..
شكرا للماغوط، وشكرا لنزار، وشكرا للشيخ الشعراوي.. وشكرا كثيرا لكثيرين غيرهم رحلوا قبل أن يأتي زمن يجبرهم على السقوط!
algarni.a@makkahnp.com
ربما تكون مسرحيات دريد لحام من أهم المسرحيات في تاريخ الفن العربي، منذ أن بدأ وحتى ينتهي وينصرف الناس عن توافه الأمور كالفنون والآداب وينشغلوا بقتل بعضهم البعض بشكل تام، لا يشغلهم عن ذلك شاغل ولا يعطلهم مُعطّل!
ولأني أحد الذين لا ينكرون أن لمسرحيات الراحل محمد الماغوط ودريد لحام أثرا كبيرا لا أستطيع تجاهله على الطريقة التي أنظر من خلالها للناس والحياة، فإني ربما أكون من أكثر المصدومين من موقف دريد لحام من المجازر التي تُرتكب في سوريا منذ أن بدأت الأزمة السورية، وكأحد «المغالين» في الإعجاب بما قدمه في مسيرته الفنية فإني كنت سأقبل الحياد منه، وأن يعتزل الناس والتصريحات ويسكت، لكنه لم يفعل!
المسألة ليست مسألة موقف «سياسي» يُتفق فيه ويختلف، لكنها مسألة دماء وقهر وظلم واستبداد، وحين تجد من كانت جُل أعماله ضد القهر والاستبداد ثم تكتشف أن كل تلك الأعمال لم تكن سوى مواقف «نظرية» تسقط سقوطا مدويا عند أول اختبار عملي، فإن الإحباط ليس كلمة كافية للتعبير عن حقيقة الوضع!
ربما هو لم يتغير ـ وهذا هو الأرجح ـ وأن هذه هي شخصيته الحقيقية، وكل ما في الأمر أن هذا زمن أصبح فيه إخفاء الحقيقة أمرا بالغ الصعوبة. وأصدقكم القول ـ على غير العادة ـ إن موقفه المزري من إبادة الناس لا يهمني كثيرا، لكنني فقط كنت أتمنى ألا أعرف هذا الموقف، فأنا أستمتع بالحياة مخدوعا ولا أريد أن أفهم أي شيء!
وعلى أي حال..
شكرا للماغوط، وشكرا لنزار، وشكرا للشيخ الشعراوي.. وشكرا كثيرا لكثيرين غيرهم رحلوا قبل أن يأتي زمن يجبرهم على السقوط!
algarni.a@makkahnp.com