تظن بهم خيرا وهم شر
الأربعاء / 17 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 21:45 - الأربعاء 27 يناير 2016 21:45
في وقتنا الراهن تكاد تطلب مفتاح بوابة المدينة الفاضلة من أولئك الممثلين أصحاب الأقنعة، الذين يحاصرونك بفنون التسويق لحقهم المحفوظ في سجلات الفضيلة التي لا يصعب عليهم تحريك شعاراتها في كل الممرات من النبل إلى الوفاء، مرورا بالصدق والإخلاص.
أيضا تكاد أن تنسى نفسك في الضفة الأخرى على وقع عباراتهم وقد رفعت راية سمو الإنسان، السمو المجلل بطيب الخصال وتنوعها، المحصور من النزاهة إلى حسن النوايا ونقاء السريرة في شخصياتهم.
الذي أراه أن المسافة الفاصلة بين المكر والتمثيل على مسرح الحياة العامة مسافة ضيقة لا تمنع الالتقاء، ويبقى لكل قناع في النهاية تأثيره على الانطباع الأول، الإنسان بطبيعته يثق في الآخرين وهو عرضة للخداع والأمر كذلك، فكم من الناس ضاع في أكمام قوم القناع، ولا بد للنتائج أن تؤشر على الضحايا طال الزمان أو قصر، وهذا هو المؤسف لكنها سنة الحياة ما طال مكر ولا استمر تمثيل، لم لا وللأيام دورتها بين محطات الصلف والليِن، ولعل هذا خارج حسابات بعضنا من أولئك الذين ما زالوا يتلونون في تعاملاتهم مع الغير بكل الألوان، لتقديم أنفسهم عكس واقعهم الداخلي الممتلئ بالصديد.
انتشرت الأقنعة بين شرائح المجتمع وحملت على أكتافها عورات الفراغ في الكثير من السلوكيات والقيم الإنسانية، حتى من حولك قد تتفاجأ ببعضهم.
حدثني أحدهم قائلا أنا ضحية قناع الأقارب، فبعد طول غياب حد من الاحتكاكات المباشرة مع البعض وجدت نفسي معهم وجها لوجه مصدوما بالحقيقة التي لا تقول سوى أنهم مركز متخصص في التمثيل الرخيص، ويملكون معملا للخداع. مضى محدثي قائلا الغريب أن البعض من الناس قد ابتعدوا منهم وقد كان لا يطيب لي أن ألحظ فتور علاقة المجتمع بهم في بعض الأحايين التي أزورهم فيها ولا يتجاوز وجودي معهم سوى عدة أيام أعود بعدها إلى مقر إقامتي في مدينة أخرى. في حديث الرجل تفاصيل يندى لها الجبين خلاصتها أن من حوله ولوا وجوهم شطر الخيبات والشر وقد ظن بهم خيرا.
ما الذي حل بالناس؟ لماذا كل هذا العشق لعالم الشخصيات المزدوجة؟ يتظاهر بعضهم بالصدق وهو في الحقيقة متمكن من الكذب، والكذب ماكن في جوفه، البعض يدهس كل القيم في سبيل الحصول على مصلحة شخصية ضيقة، ويدعي الفضيلة وعلو المقام.
يقول زهير بن أبي سلمة:
ومهما تكُن عند أمرئ من خليقة..
وإن خالها تَخفى على الناس تعلمِ
في تحرير المعنى أن التخلق لا يبقى، نعم التمثيل لا يبقى والخداع لا يدوم، وبكم يتجدد اللقاء.
أيضا تكاد أن تنسى نفسك في الضفة الأخرى على وقع عباراتهم وقد رفعت راية سمو الإنسان، السمو المجلل بطيب الخصال وتنوعها، المحصور من النزاهة إلى حسن النوايا ونقاء السريرة في شخصياتهم.
الذي أراه أن المسافة الفاصلة بين المكر والتمثيل على مسرح الحياة العامة مسافة ضيقة لا تمنع الالتقاء، ويبقى لكل قناع في النهاية تأثيره على الانطباع الأول، الإنسان بطبيعته يثق في الآخرين وهو عرضة للخداع والأمر كذلك، فكم من الناس ضاع في أكمام قوم القناع، ولا بد للنتائج أن تؤشر على الضحايا طال الزمان أو قصر، وهذا هو المؤسف لكنها سنة الحياة ما طال مكر ولا استمر تمثيل، لم لا وللأيام دورتها بين محطات الصلف والليِن، ولعل هذا خارج حسابات بعضنا من أولئك الذين ما زالوا يتلونون في تعاملاتهم مع الغير بكل الألوان، لتقديم أنفسهم عكس واقعهم الداخلي الممتلئ بالصديد.
انتشرت الأقنعة بين شرائح المجتمع وحملت على أكتافها عورات الفراغ في الكثير من السلوكيات والقيم الإنسانية، حتى من حولك قد تتفاجأ ببعضهم.
حدثني أحدهم قائلا أنا ضحية قناع الأقارب، فبعد طول غياب حد من الاحتكاكات المباشرة مع البعض وجدت نفسي معهم وجها لوجه مصدوما بالحقيقة التي لا تقول سوى أنهم مركز متخصص في التمثيل الرخيص، ويملكون معملا للخداع. مضى محدثي قائلا الغريب أن البعض من الناس قد ابتعدوا منهم وقد كان لا يطيب لي أن ألحظ فتور علاقة المجتمع بهم في بعض الأحايين التي أزورهم فيها ولا يتجاوز وجودي معهم سوى عدة أيام أعود بعدها إلى مقر إقامتي في مدينة أخرى. في حديث الرجل تفاصيل يندى لها الجبين خلاصتها أن من حوله ولوا وجوهم شطر الخيبات والشر وقد ظن بهم خيرا.
ما الذي حل بالناس؟ لماذا كل هذا العشق لعالم الشخصيات المزدوجة؟ يتظاهر بعضهم بالصدق وهو في الحقيقة متمكن من الكذب، والكذب ماكن في جوفه، البعض يدهس كل القيم في سبيل الحصول على مصلحة شخصية ضيقة، ويدعي الفضيلة وعلو المقام.
يقول زهير بن أبي سلمة:
ومهما تكُن عند أمرئ من خليقة..
وإن خالها تَخفى على الناس تعلمِ
في تحرير المعنى أن التخلق لا يبقى، نعم التمثيل لا يبقى والخداع لا يدوم، وبكم يتجدد اللقاء.