السريحي: ناقلو اللغة خالطوا الأمم ففسدت ألسنتهم
الثلاثاء / 16 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 23:45 - الثلاثاء 26 يناير 2016 23:45
أقر الناقد سعيد السريحي بأن فكرة نقاء اللغة سيطرت على العلماء الذين سعوا إلى جمع شتاتها في المراحل الأولى من التدوين، وأضاف أن العلماء لم يأخذوا من حضري قط، ولا من سكان البراري المجاورين لغير العرب من الأمم السابقة، وذلك في محاضرته بأدبي جدة أمس الأول «شجاعة العربية وأوهام النقاء»، والتي أدارها الدكتور محمد ربيع.
وعزا السريحي ذلك إلى أن الذين نقلوا اللغة خالطوا غيرهم من الأمم ففسدت ألسنتهم، واعتبر أن قريشا لم تسلم من هذه الريبة، ولم يسع إليها اللغويون، لأنهم كانوا يرون أن فساد اللسان سبقهم إليها، فاختلاطها بالأمم طغى على فصاحتها، ولم يعد بالإمكان التعويل عليها، مؤكدا أن العلماء اكتفوا بالإقرار بفصاحتها ثم انحرفوا عنها إلى قبائل أخرى استقوا منها اللسان العربي.
وتابع السريحي «تفشى فساد الألسن في أعقاب نشوء الحواضر الإسلامية في العراق والشام. وتحدثنا الروايات عن ظهور اللحن في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين. وفي هذا السياق يرتبط الفساد واللحن والزيغ بحركة التمدن والانفتاح على الأمم والثقافات المختلفة من ناحية، ومن ناحية أخرى يرتبط مفهوم الصفاء والنقاء والفصاحة والأصالة بعالم البداوة والعزلة والبعد عن التأثر».
بلبلة لغات العجم
وتابع السريحي «إذا كان التمييز العنصري للمجتمع الإسلامي يعد خروجا على ما أرساه الإسلام من قيم المساواة بين الأمم والشعوب، بحيث لا يصبح هناك فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وأن المؤمنين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، فإن مبحث التمييز بين ألفاظ اللغة وما هو عربي منها ودخيل عليها، أثار شيئا من البلبلة عند الوقوف على لغات العجم كما جاءت في القرآن».
واستشهد بما روي عن ابن عباس وعن مجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء وغيرهم، بأنهم قالوا في أحرف كثيرة إنها بلغات العجم، منها: طه واليم والطور والسراط والفردوس والقسطاس والمشكاة وغيرها، وأنكر أبوعبيدة هذا القول ورأى أن القرآن إنما نزل بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول.
وصل الإنسان باللغة
وذهب السريحي إلى ما افترضه بأن الدرس اللغوي المؤسس على فكرة النقاء الثقافي يسلب النقاء الثقافي، فالموالي لا يرتقون في نظر العرب إلى مرتبة الشرف، لافتقارهم الانتماء، والعرب أنفسهم لا يرتقون في نظر الموالي إلى التشرف بالانتماء للعربية، لافتقارهم إلى ثقافتها وعلومها التي لا توجد في البوادي النائية عن الحضارة.
وأنهى السريحي محاضرته بقوله: إذا كنا اليوم نهيئ أنفسنا لمواجهة حضارية لا نمتلك كثيرا أو قليلا من وسائل الاستعداد لها، فإننا مطالبون بردم هذه الفجوة التي تمتد عميقا في تاريخنا وتنخر على نحو أعمق في وعينا، وأن نعيد وصل اللغة بالإنسان والإنسان باللغة، باعتبارها دليل تمدنه وتحضره وصلته بمن حوله.
وعزا السريحي ذلك إلى أن الذين نقلوا اللغة خالطوا غيرهم من الأمم ففسدت ألسنتهم، واعتبر أن قريشا لم تسلم من هذه الريبة، ولم يسع إليها اللغويون، لأنهم كانوا يرون أن فساد اللسان سبقهم إليها، فاختلاطها بالأمم طغى على فصاحتها، ولم يعد بالإمكان التعويل عليها، مؤكدا أن العلماء اكتفوا بالإقرار بفصاحتها ثم انحرفوا عنها إلى قبائل أخرى استقوا منها اللسان العربي.
وتابع السريحي «تفشى فساد الألسن في أعقاب نشوء الحواضر الإسلامية في العراق والشام. وتحدثنا الروايات عن ظهور اللحن في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين. وفي هذا السياق يرتبط الفساد واللحن والزيغ بحركة التمدن والانفتاح على الأمم والثقافات المختلفة من ناحية، ومن ناحية أخرى يرتبط مفهوم الصفاء والنقاء والفصاحة والأصالة بعالم البداوة والعزلة والبعد عن التأثر».
بلبلة لغات العجم
وتابع السريحي «إذا كان التمييز العنصري للمجتمع الإسلامي يعد خروجا على ما أرساه الإسلام من قيم المساواة بين الأمم والشعوب، بحيث لا يصبح هناك فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وأن المؤمنين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، فإن مبحث التمييز بين ألفاظ اللغة وما هو عربي منها ودخيل عليها، أثار شيئا من البلبلة عند الوقوف على لغات العجم كما جاءت في القرآن».
واستشهد بما روي عن ابن عباس وعن مجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء وغيرهم، بأنهم قالوا في أحرف كثيرة إنها بلغات العجم، منها: طه واليم والطور والسراط والفردوس والقسطاس والمشكاة وغيرها، وأنكر أبوعبيدة هذا القول ورأى أن القرآن إنما نزل بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول.
وصل الإنسان باللغة
وذهب السريحي إلى ما افترضه بأن الدرس اللغوي المؤسس على فكرة النقاء الثقافي يسلب النقاء الثقافي، فالموالي لا يرتقون في نظر العرب إلى مرتبة الشرف، لافتقارهم الانتماء، والعرب أنفسهم لا يرتقون في نظر الموالي إلى التشرف بالانتماء للعربية، لافتقارهم إلى ثقافتها وعلومها التي لا توجد في البوادي النائية عن الحضارة.
وأنهى السريحي محاضرته بقوله: إذا كنا اليوم نهيئ أنفسنا لمواجهة حضارية لا نمتلك كثيرا أو قليلا من وسائل الاستعداد لها، فإننا مطالبون بردم هذه الفجوة التي تمتد عميقا في تاريخنا وتنخر على نحو أعمق في وعينا، وأن نعيد وصل اللغة بالإنسان والإنسان باللغة، باعتبارها دليل تمدنه وتحضره وصلته بمن حوله.