بنوكنا.. حشف وسوء كيل!
الثلاثاء / 16 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 23:30 - الثلاثاء 26 يناير 2016 23:30
أرقام مهولة أعلنت عنها البنوك كأرباح محققة في العام الماضي 2015 م كانت بالمليارات.. وبزيادة في معظمها عما حققته العام الذي قبله، والتي كانت بزيادة عما قبله.. أي إن أرباح البنوك ليست بالمليارات فقط وإنما في تزايد مستمر.. فما الذي قدمته بنوكنا من خدمات بالمقابل لهذا الوطن وأهله مصدر ثروتها وثرائها؟
في هذا البلد دون معظم بلدان العالم الأخرى، وفي هذا المجتمع المحافظ (جدا) يودع الناس أموالهم في الغالب الأعم دون المطالبة بفوائد على ودائعهم.. وفي هذا البلد أيضا دون الكثير من سواه تكون الودائع للأفراد أعلى بكثير من ودائع الأفراد في معظم دول العالم.. ناهيك عن ودائع الشركات والمؤسسات الخاصة وودائع مؤسسات الدولة والتي يسيل لعاب أكبر المصارف في العالم من أجلها.. وفي هذا البلد وحده دون سواه لا تفرض رسوم ولا ضرائب على البنوك ومداخيلها.. بل وتقدم لها التسهيلات تلو التسهيلات من الدولة عسى ولعل أن تقدم الأفضل لأبناء هذا البلد.. وفي هذا البلد تحديدا تقل المنافسة بين البنوك لقلة عددها ولعدم السماح للبنوك الأجنبية بالعمل في المملكة مما يجعل بنوكنا (تنام) قريرة العين بأن كلا منها سيحصل على نصيبه من أموال الناس ومؤسسات البلد خاصها وعامها، مهما ساءت خدمته ومهما أساء موظفوه في خدمات عملائهم أصحاب المال وأصحاب الفضل ومصدر رزق البنك وموظفيه..
لم أسمع عن بنك من بنوكنا المحلية ساهم في بناء شارع أو جسر أو ميدان أو مدرسة أو كلية أو دار رعاية، أو أنشأ مستوصفا أو جناحا في مستشفى، أو قدم أجهزة طبية أو تكفل بعلاج مواطنين على حسابه، أو دعم مراكز علاج أو تقدم بمشروع لابتعاث عدد من الطلاب والطالبات للدراسة أو.. أو.. لم أسمع أبدا عن مساهمة من أي منها مقدمة للوطن.. لهذا المجتمع.. لهذه الأرض.. مصدر خيرها ونعمتها شكرا وعرفانا وامتنانا لما تلقاه وتحصل عليه من مليارات..
كل هذا الجفاء وهذا النكران وهذا الجحود لا يزيده إلا إمعان البنوك في استغلالها للمواطن بكل الأشكال والطرق الممكنة المرهقة المستنزفة الطاحنة بقروضها.. المتعبة في طلباتها.. المبالغ في فوائدها.. الخانقة في مدتها.. بخدمات هي الأسوأ مقارنة بخدمات البنوك الخارجية، سواء في عدد الموظفين بالفروع أو في نوعية التعامل أو في احتراف الخدمة أو في عدد الفروع وأجهزة الصرف الآلي أو في سهولة المعاملات.. والأطم والأعظم هو أن مؤسسة النقد المسؤولة عن البنوك ومرجعها ومرجعيتها لا تحرك ساكنا تجاه كل هذا السوء والتقصير.. بل هي تدعم كثيرا من تعقيدات الإجراءات والأنظمة التي تكفل حقوق البنوك وتضمنها وتدعمها ولا تلتفت لحقوق المواطن وتسهيل حياته وتأمين احتياجاته وتبسيط إجراءات تعاملاته المالية مع البنوك..
بنوكنا هي الأكثر ثراء في بلد هو الأكثر عطاء، وبتسهيلات هي الأعظم وأنظمة هي لها الأضمن وللمواطن الأعقد.. ومع ذلك فهي الأسوأ في الخدمة.. الأسوأ في التعامل.. الأسوأ في الإجراءات.. وهي الأسوأ في العرفان والامتنان وحفظ الجميل ورد الفضل لهذا البلد وأهله.. بنوكنا.. باختصار.. هي حشف وسوء كيل..
nmjuhani@makkahnp.com
في هذا البلد دون معظم بلدان العالم الأخرى، وفي هذا المجتمع المحافظ (جدا) يودع الناس أموالهم في الغالب الأعم دون المطالبة بفوائد على ودائعهم.. وفي هذا البلد أيضا دون الكثير من سواه تكون الودائع للأفراد أعلى بكثير من ودائع الأفراد في معظم دول العالم.. ناهيك عن ودائع الشركات والمؤسسات الخاصة وودائع مؤسسات الدولة والتي يسيل لعاب أكبر المصارف في العالم من أجلها.. وفي هذا البلد وحده دون سواه لا تفرض رسوم ولا ضرائب على البنوك ومداخيلها.. بل وتقدم لها التسهيلات تلو التسهيلات من الدولة عسى ولعل أن تقدم الأفضل لأبناء هذا البلد.. وفي هذا البلد تحديدا تقل المنافسة بين البنوك لقلة عددها ولعدم السماح للبنوك الأجنبية بالعمل في المملكة مما يجعل بنوكنا (تنام) قريرة العين بأن كلا منها سيحصل على نصيبه من أموال الناس ومؤسسات البلد خاصها وعامها، مهما ساءت خدمته ومهما أساء موظفوه في خدمات عملائهم أصحاب المال وأصحاب الفضل ومصدر رزق البنك وموظفيه..
لم أسمع عن بنك من بنوكنا المحلية ساهم في بناء شارع أو جسر أو ميدان أو مدرسة أو كلية أو دار رعاية، أو أنشأ مستوصفا أو جناحا في مستشفى، أو قدم أجهزة طبية أو تكفل بعلاج مواطنين على حسابه، أو دعم مراكز علاج أو تقدم بمشروع لابتعاث عدد من الطلاب والطالبات للدراسة أو.. أو.. لم أسمع أبدا عن مساهمة من أي منها مقدمة للوطن.. لهذا المجتمع.. لهذه الأرض.. مصدر خيرها ونعمتها شكرا وعرفانا وامتنانا لما تلقاه وتحصل عليه من مليارات..
كل هذا الجفاء وهذا النكران وهذا الجحود لا يزيده إلا إمعان البنوك في استغلالها للمواطن بكل الأشكال والطرق الممكنة المرهقة المستنزفة الطاحنة بقروضها.. المتعبة في طلباتها.. المبالغ في فوائدها.. الخانقة في مدتها.. بخدمات هي الأسوأ مقارنة بخدمات البنوك الخارجية، سواء في عدد الموظفين بالفروع أو في نوعية التعامل أو في احتراف الخدمة أو في عدد الفروع وأجهزة الصرف الآلي أو في سهولة المعاملات.. والأطم والأعظم هو أن مؤسسة النقد المسؤولة عن البنوك ومرجعها ومرجعيتها لا تحرك ساكنا تجاه كل هذا السوء والتقصير.. بل هي تدعم كثيرا من تعقيدات الإجراءات والأنظمة التي تكفل حقوق البنوك وتضمنها وتدعمها ولا تلتفت لحقوق المواطن وتسهيل حياته وتأمين احتياجاته وتبسيط إجراءات تعاملاته المالية مع البنوك..
بنوكنا هي الأكثر ثراء في بلد هو الأكثر عطاء، وبتسهيلات هي الأعظم وأنظمة هي لها الأضمن وللمواطن الأعقد.. ومع ذلك فهي الأسوأ في الخدمة.. الأسوأ في التعامل.. الأسوأ في الإجراءات.. وهي الأسوأ في العرفان والامتنان وحفظ الجميل ورد الفضل لهذا البلد وأهله.. بنوكنا.. باختصار.. هي حشف وسوء كيل..
nmjuhani@makkahnp.com