مرآتي يا مرآتي!
تفاعل
الاثنين / 15 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 20:30 - الاثنين 25 يناير 2016 20:30
أخبرني ابن خال أبنائي بقبوله البعثة في العلم الذي اخترته له، وحدثني خالهم عن إعجابه بالخياط الذي أرسلته إليه، وبشرتني أمهم بشراء الثعبان الذي أردت تربيته وثان لها لأخذها بهوايتي. نظرت في وجوههم فإذا بها تطابق وجهي!
مر بي زملاء عمل ليبلغني الأول بإتمام صفقة بيع بالسعر الذي أردت، ويبشرني الثاني بمولوده الجديد الذي سماه بما أشرت عليه، وليؤكد لي الثالث موعد زفاف ابنته في التاريخ المناسب لي وفي القاعة التي أوصيته بها، وما مضوا إلا وأشكالهم مثلي!
في شلة المساء ما مدحت طعاما مالحا ولا حلوا ولا شرابا إلا وصلني وطلبه الحاضرون جميعا، ولا زكيت صحيفة ولا مطعما ولا منتجعا ولا عطرا إلا وافقني الجميع. نظرت وإذا كل وجه حولي كأنه توأم لي!
استأذنت وتبعني الداعي يريني سيارته مبتسما، فقد اشتراها حسب اختياري. ودعته ووجدت فيه صورتي!
دخلت مكتبة أعرف صاحبها، وحيثما نظرت رأيت نسخا من المواد التي أرتضيها ولا مواد سواها. حملت كتابا انتظرت نشره ممتدحا له فحمل الموجودون نسخا منه. نظرت إليهم وإلى صاحب المكتبة فرأيت فيهم هيئتي كسابقيهم!
وفي السوق حيثما ألتفت لا أرى سوى ملابسي ونظاراتي وأقلامي وأحذيتي وأطقم بيتي وكل ما أقتنيه وأهواه معروضا في واجهات المحلات، وكلما اشترى منها أحد رأيت فيه وجهي كأنما أنظر في مرآتي!
انقضى زمن أغبر لا أحصيه، وذهب صوتي وسمعي وبصري، وجمد عقلي وعظامي وأنفاسي، حتى غصصت واختنقت.
هتفت بي «أما رأيت شهادتي في الهندسة؟»، فتذكرت أني اخترت لها الترجمة ورفعت الغطاء عن عيني لأرى ابنتي كما أعرفها، ولأسمع صوت ببغائها الذي لا أحبه، فقفزت أقبل رأسها بعد كابوس ثقيل، ممتعا حواسي وعقلي وقلبي بنعمة أحوال ودروس وآيات الكون الرائعة التي لا تنتهي سبلها وأسرارها وصورها ومعانيها!
مر بي زملاء عمل ليبلغني الأول بإتمام صفقة بيع بالسعر الذي أردت، ويبشرني الثاني بمولوده الجديد الذي سماه بما أشرت عليه، وليؤكد لي الثالث موعد زفاف ابنته في التاريخ المناسب لي وفي القاعة التي أوصيته بها، وما مضوا إلا وأشكالهم مثلي!
في شلة المساء ما مدحت طعاما مالحا ولا حلوا ولا شرابا إلا وصلني وطلبه الحاضرون جميعا، ولا زكيت صحيفة ولا مطعما ولا منتجعا ولا عطرا إلا وافقني الجميع. نظرت وإذا كل وجه حولي كأنه توأم لي!
استأذنت وتبعني الداعي يريني سيارته مبتسما، فقد اشتراها حسب اختياري. ودعته ووجدت فيه صورتي!
دخلت مكتبة أعرف صاحبها، وحيثما نظرت رأيت نسخا من المواد التي أرتضيها ولا مواد سواها. حملت كتابا انتظرت نشره ممتدحا له فحمل الموجودون نسخا منه. نظرت إليهم وإلى صاحب المكتبة فرأيت فيهم هيئتي كسابقيهم!
وفي السوق حيثما ألتفت لا أرى سوى ملابسي ونظاراتي وأقلامي وأحذيتي وأطقم بيتي وكل ما أقتنيه وأهواه معروضا في واجهات المحلات، وكلما اشترى منها أحد رأيت فيه وجهي كأنما أنظر في مرآتي!
انقضى زمن أغبر لا أحصيه، وذهب صوتي وسمعي وبصري، وجمد عقلي وعظامي وأنفاسي، حتى غصصت واختنقت.
هتفت بي «أما رأيت شهادتي في الهندسة؟»، فتذكرت أني اخترت لها الترجمة ورفعت الغطاء عن عيني لأرى ابنتي كما أعرفها، ولأسمع صوت ببغائها الذي لا أحبه، فقفزت أقبل رأسها بعد كابوس ثقيل، ممتعا حواسي وعقلي وقلبي بنعمة أحوال ودروس وآيات الكون الرائعة التي لا تنتهي سبلها وأسرارها وصورها ومعانيها!