مركز ابن باز: مقطع الداعية افتئات
الثلاثاء / 16 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 01:45 - الثلاثاء 26 يناير 2016 01:45
أصدر مركز ابن باز العلمي العالمي بيانا توضيحيا أمس حول ما بث عبر أحد البرامج في قناة بداية، وتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي من رواية غير صحيحة نسبت للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله حول مصدر جمع أموال لبناء مسجده في مكة المكرمة، وما أورده أحد الدعاة حول مشاركة رجال أعمال في بناء المسجد، وطلب الشيخ رحمه الله تعالى منهم المبالغ المالية بطريقة غير مباشرة للتبرع.
ووصف البيان ما ورد من رواية لبناء المسجد بأنه تحريف للحقائق وافتئات على الشيخ عبدالعزيز، متضمنا مراحل بناء جامع الشيخ ابن باز في مكة المكرمة، وأن الهدف من الرد على ما جاء على لسان الداعية هو الإيضاح والتنويه إظهارا للحقيقة ومحافظة على نشر المعلومة الصحيحة، ساردا تفاصيل قصة بناء الجامع الشهير ومركز ابن باز العلمي العالمي في قلب حي العزيزية بمكة المكرمة.
وأضاف «أصل الأرض التي أقيم عليها جامع الشيخ والمركز، عبارة عن مرفق عام وغير مفعل بحي العزيزية وتبلغ مساحتها قرابة سبعة آلاف متر ثم تم تخصيصها لإقامة مسجد قريب من المنزل الذي كان يسكنه سماحة الشيخ بمكة المكرمة، بناء على مقترح من الدكتور ناصر الزهراني، فوافق وأسند الأمر في كل ما يتعلق بالموضوع للدكتور ناصر الذي استعان بجامعة أم القرى ممثلة في (كلية الهندسة) بتوجيه من مدير الجامعة حينها الدكتور راشد الراجح، ثم بمتابعة ودعم من مدير الجامعة بعد ذلك الدكتور سهيل قاضي وفقه الله وتم ذلك ولله الحمد وبعد أن قدّمت العروض من جهات عدة تم ولله الحمد التعاقد مع إحدى الشركات الوطنية بإنشاء الجامع بالمواصفات المطلوبة بتكلفة بلغت قرابة 12 مليون ريال. وتم استخراج التراخيص اللازمة لذلك في عام 1416».
وزاد البيان بشكل تفصيلي توضيحا لكل مراحل بناء مسجد الشيخ ابن باز، وأبرز ما جاء فيه أن الشيخ ابن باز رفع خطابا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، لتولي نفقات الجامع المذكور فما كان منه إلا الموافقة وصرف المبلغ المذكور بدعم ومتابعة شخصية من الأمير عبدالعزيز بن فهد، وكانت هناك مساهمة بجزء من المبلغ من أبنائه رحمه الله، وكانت بجوار الجامع مساحة أرض شاغرة فاقترح الدكتور ناصر أن يقام فيها مجمع علمي خيري باسم سماحته فوافق سماحته واستحسن الفكرة. وكتب لوزير الشؤون البلدية حينها المهندس إبراهيم الجار الله فبادر بالموافقة، وكتب سماحته رحمه الله مرة أخرى للملك فهد في 23 رجب 1419 بطلب التكرم بالتبرع لإنشاء المبنى المكون من 13 طابقا سُلِّم مناولة من الدكتور الزهراني إلى الأمير عبدالعزيز بن فهد وما كان من الملك إلا الموافقة، وبلغت التكاليف الأولية أكثر من 13 مليون ريال ومرت الأيام وافتتح الجامع وصلى فيه سماحة الشيخ رحمه الله سنوات عدة وانطلقت مسيرته الدعوية والخيرية المباركة وكان منطلقا لجميع مناشط سماحة الشيخ ودروسه وندواته إلى أن توفي رحمه الله.
وأوضح البيان «بناء على رغبة الدكتور ناصر اختار الشيخ عبدالعزيز لجنة للتعاون مع الدكتور ناصر في الإشراف على إنجاز المبنى وتذليل الصعوبات واجتمعوا بسماحته في منزله بالطائف قبل وفاته ببضعة أيام وقد توفي رحمه الله قبل البدء في مشروع المجمع الخيري، وكان سماحة الشيخ رحمه الله أوصى أن يتولى الدكتور الزهراني مكتبته الخاصة ونقلها من الرياض والطائف إلى مقر المجمع بمكة المكرمة والإشراف عليها. وقد تم تنفيذ الوصية كما أراد، وأنجز المبنى على أفضل ما يمكن وهو الآن ولله الحمد معلم من معالم مكة المكرمة».
وأكد البيان رفضه التام لكل تفاصيل المقطع المتداول وما ورد على لسان أحد الدعاة موضحا «الموقع الحالي للمسجد كان عبارة عن قطعة أرض خصصت للمشروع من وزارة البلديات فلم يكن للمشروع حجة استحكام فخاطب المشرف على المركز الدكتور ناصر الزهراني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وتشرف بلقائه في زيارة خاصة وأعطاه نبذة عن المشروع والتمس منه الأمر باستصدار حجة استحكام للمسجد وحجة استحكام للمركز باسم (مركز ابن باز العلمي العالمي) على أن يكون وقفا علميا خيريا فبادر رحمه الله بالاستجابة لذلك وأصدر توجيهاته بالموافقة على إصدار حجة استحكام باسم المركز، وهي ما زالت في طور الإجراء بل أضاف على ذلك تكرما منه بأن أمر رحمه الله بتسديد ما تبقى على المركز من مستحقات وزاد على ذلك بأن أصدر توجيهه الكريم بتخصيص ميزانية سنوية قدرها مليون ريال لدعم المركز تصرف من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وقد كان للأمير متعب بن عبدالعزيز جهد مبارك في التعاون والمتابعة لدعم استصدار حجة استحكام للمسجد والمركز».
وأوضح البيان أن الاستعدادات تجري الآن لإقامة حفل افتتاح كبير للمركز آملين أن يكون افتتاح ذلك الصرح المبارك برعاية سامية كريمة إن شاء الله من محب العلم والعلماء وملك البر والوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله الذي كانت تربطه بالشيخ رحمه الله صلة وثيقة ومودة عميقة.