الرأي

همّ وعار فعلاً!

سنابل موقوتة

وعودة مرة أخرى ـ وليست أخيرة ـ إلى «سوالف» بعض الإخوة الفضلاء التي تأتي دائما في الوقت المناسب تماما.

وآخر تلك السوالف أن أحدهم بعد أن انتهى من تناول تيس ذكر بالغ في وجبة مندي شهية، أحب أن يعبر عن رأيه في تزويج الشباب ـ وهذا حقه طبعا ـ فقال «إن من يتزوج بنتك أو أختك هو صاحب الفضل، فقد أزاح عنك هم وعار» أو كما قال، غفر الله لنا وله.

والهم معروف طبعا، وهو ـ حسب بعض المتأخرين ـ الحالة الشعورية التي تنتابك بعد مشاهدة أحاديث بعض «الفضلاء».

أما العار فالحديث عن تعريفه يطول، ولكن من باب الاختصار فقد قيل في معاجم اللغة إن العار هو «السبة والعيب، وقيل هو كل شيء يلزم به سبة أو عيب والجمع أعيار، فيقال فلان ظاهر الأعيار، أي ظاهر العيوب».

والحقيقة أن كلامه ليس غريبا ولم يلفت نظري، لأنه شائع وموجود ويكاد يكون سلوكا عاما، ولكني لما رأيت الناس يستغربون استغربت معهم، وكثير ممن شتموه في تويتر وفي غيره يسمي زوجته «الأهل»، ويخجل من ذكر اسم أي امرأة تربطه بها صلة، ولكننا قوم نحب أن نمارس بشكل فردي ما نستغرب منه بشكل جماعي!

وعلى أي حال..

فالأخ الفاضل الذي كان سبب إثارة هذا الموضوع صاحب شطحات جميلة، فقد وصف نفسه بأنه عالمي ودولي، وهذا ما جعله يهتدي إلى أن مطاعم الوجبات السريعة مخطط عالمي لتغيير هرمونات «الأمة»، وزيادة المواليد من الإناث، وهو صاحب النظرية السياسية العظيمة التي لا ترى حرجا في قتل ثلث الشعب.

ولأن مساحة المقال لا تكفي، وأنتم تعرفون طريق قوقل، فإنه يمكنكم البحث بأنفسكم في معاجم اللغة عن أصل ومعاني كلمة «غباء»!

algarni.a@makkahnp.com