الرأي

لهذا مشاريعنا الإنشائية باهظة!

يصير خير

u0645u062du0645u062f u062du062fu0627u062fu064a
مشاريعنا بحمد الله تنفذ وفق أعلى المواصفات والمكاييل وما يخطر على البال من «موازين»!

-ولكن المواطن يشتكي «القصور» سعادتكم!

«القصور» يا ولدي بإمكانك إحالة موضوعها لوزارة الإسكان! فإن لم تجد إجابة فاذهب لشركة الكهرباء التي تشتكي من مديونية أصحابها، وليس بمقدورها سوى التلويح بفصل الخدمة عنهم!

-لا أعني قصور المسؤولين سعادتكم؛ أقصد التقصير! غزارة في الصرف ورداءة في التنفيذ!

l آها؛ التقصير تقصد؟! نحن نتخذ سياسة «التقصير» اضطرارا؛ وللأمر بواعثه؛ فتشييد مشروع من «عشرة طوابق» نقوم بتقصيره اختصارا ليصير «خمسة طوابق» إنما «مركزة»! ولعلمك نراعي في تنفيذه أن تكون المواد الإنشائية ذات جودة عالية؛ وتصمد بظروف مناخنا الصحراوي «المتقلّب»! فالمناخ سبب ارتفاع كلفة إقامة المشاريع لدينا مقارنة بالدول الأوروبية!

-كيف؟!

l الأمر عائد لخاصية «التمدد والانكماش»! فإن كانت كلفة إقامة جدار في أوروبا عشرة آلاف ريال، فإن بناء نصف ذات الجدار يكلفنا ميزانية تصل لمئة ألف يورو «بسعر الصرف»! فاستقرار حالة الطقس لديهم تجعل مشاريعهم الإنشائية تصمد ضد «عوامل التعرية» فلا تنكمش وتتمدد بنفس درجة تمدد وانكماش «مشاريعنا» نتيجة التفاوت الكبير في درجة حرارة بيئتنا الصحراوية القاسية!

الأمر الآخر «الاهتزاز»! ففي أوروبا احتمال تصدع المشاريع ضئيل جدا ويأتي نتيجة التأثر بثورة بركان مرة أو مرتين على مدار قرن من الزمان؛ فيما مشاريعنا تتصدع -لا بسبب الزلازل والبراكين- إنما بسبب آثار الاهتزازات القوية التي تخلفها معدات الحفر والردم العاملة دون توقف في مشاريعنا الإنشائية؛ وهي آثار وصل مداها «للحياة الفطرية»!! فالهزات الأرضية الناشئة عن معدات الحفر والردم تهزّ الأشجار بعنف لدرجة إسقاط «بيض الطيور» التي بنت أعشاشها بغصون تلك الأشجار! إنها أضرار فادحة بحق «الطبيعة» أيضا! وهي أضرار بالإمكان تلافيها إنما بمزيد من «المناقصات»!