الصحوة مشجب الفشل!
السبت / 13 / ربيع الثاني / 1437 هـ - 00:00 - السبت 23 يناير 2016 00:00
كل مشاكلنا، من سوء البنية التحتية إلى خيبات الفكر والثقافة تسببت فيها ما تُسمى بالصحوة، وانظر إلى كل جانب سلبي، وقل إن الصحوة نهشته، وتسببت في تشويهه!
لستُ هنا أدين الصحوة أو أدافع عنها، لكنني أتوجس من جعلها السبب الأول والأخير للفشل، والتبرير السهل لكل مشاكلنا المتراكمة، فلو أخذنا المثقفين والإعلاميين كمثال، لوجدناهم جميعا أبرياء – حسب قولهم – من كل أسباب التخلف في المجالين الثقافي والإعلامي، وما لا أفهمه أن هؤلاء الذين يدينون الصحوة كانوا نخبا إعلامية وثقافية في ذلك الوقت، بمعنى لو انتقد نتاج الصحوة شاب لم يعاصرها لقبلنا ذلك منه، لكن أن ينتقدها من تصالح معها ومع توجهها وساهم في خدمتها ثم أتى الآن ليبرر بأنها السبب فإنه إما جبان أو أحمق في أحسن الأحوال.
ولعلي أوضح الفكرة أكثر بمثال بسيط، حيث تشارك كل من الدكتور عبدالسلام الوايل، وزميله الأستاذ علي العميم في كتابة رد كتاب (الحداثة في ميزان الإسلام، لمؤلفه عوض القرني) وقت صدوره، والذي أثار كثيرا من الجدل آنذاك، لكن إحدى أشهر المطبوعات السعودية رفضت نشر الرد، مما جعل الكاتبان ينشرانه في إحدى الصحف الخليجية، إلى هنا والأمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن يخرج المسؤول في الصحيفة، والذي منع الرد من النشر ويقول إن الصحوة هي سبب تخلفنا!، طيب.. وأنت يا باشا؟ ألست من منعت نشر المقال مداهنة للصحوة التي تحملها المسؤولية الآن؟
نعم، أعرف الجملة الغارقة في استعطاف القارئ: (كنت أخاف على رزق أولادي)، وأتعاطف معك جدا وأتفهم موقفك، لكنني لا أستطيع أن أحترمك كما أحترم الوايل والعميم اللذين لهما أولاد أيضا ومستقبل، ومع ذلك كانا أصحاب موقف واضح، فالشجاعة أن تواجه خصمك وتقول أمامه ما تؤمن به، أما أن تنظر له بصفته ظالما وتتعاون معه على ما تصنفه بالظلم، وبعد ذهابه تأتي لتشتمه، فتلك ليست عدم شجاعة فحسب بل «قلّة مرجلة ومروءة»!
أقول هذا مع يقيني التام بأن المثقف لا بد أن يكون صاحب موقف واضح، وشجاع في أن يصدح بقناعاته ولا يخشى ردة فعل المجتمع أو أي سلطة أُخرى، وبأن المعرفة وحدها دون موقف لا تعطي صاحبها حق تصنيفه مثقفا أو مفكرا، فلا ثقافة ولا فكر بلا حرية، والمثقف الذي يتنازل عن حريته أو يداهن على حسابها يكون هو من تخلى عن حريته، وبالتالي تخلى عن مصداقيته، وبهذا من الطبيعي ألا تُقبل شهادته، ومن الطبيعي أن يتشكك القارئ من شهادته التي كانت تنتقد وضعا كان هو أحد أبطاله، ويمتدح واقعا أصبح هو أحد أبطاله الآن.
الأهم، أو الجانب الإيجابي كما يقال بأننا متفقون على خيبات الماضي، وراضون بالحاضر، ومتفائلون بالمستقبل، فماذا سنقول ونفعل الآن كي يكون شاهدا على غدٍ؟
لستُ هنا أدين الصحوة أو أدافع عنها، لكنني أتوجس من جعلها السبب الأول والأخير للفشل، والتبرير السهل لكل مشاكلنا المتراكمة، فلو أخذنا المثقفين والإعلاميين كمثال، لوجدناهم جميعا أبرياء – حسب قولهم – من كل أسباب التخلف في المجالين الثقافي والإعلامي، وما لا أفهمه أن هؤلاء الذين يدينون الصحوة كانوا نخبا إعلامية وثقافية في ذلك الوقت، بمعنى لو انتقد نتاج الصحوة شاب لم يعاصرها لقبلنا ذلك منه، لكن أن ينتقدها من تصالح معها ومع توجهها وساهم في خدمتها ثم أتى الآن ليبرر بأنها السبب فإنه إما جبان أو أحمق في أحسن الأحوال.
ولعلي أوضح الفكرة أكثر بمثال بسيط، حيث تشارك كل من الدكتور عبدالسلام الوايل، وزميله الأستاذ علي العميم في كتابة رد كتاب (الحداثة في ميزان الإسلام، لمؤلفه عوض القرني) وقت صدوره، والذي أثار كثيرا من الجدل آنذاك، لكن إحدى أشهر المطبوعات السعودية رفضت نشر الرد، مما جعل الكاتبان ينشرانه في إحدى الصحف الخليجية، إلى هنا والأمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن يخرج المسؤول في الصحيفة، والذي منع الرد من النشر ويقول إن الصحوة هي سبب تخلفنا!، طيب.. وأنت يا باشا؟ ألست من منعت نشر المقال مداهنة للصحوة التي تحملها المسؤولية الآن؟
نعم، أعرف الجملة الغارقة في استعطاف القارئ: (كنت أخاف على رزق أولادي)، وأتعاطف معك جدا وأتفهم موقفك، لكنني لا أستطيع أن أحترمك كما أحترم الوايل والعميم اللذين لهما أولاد أيضا ومستقبل، ومع ذلك كانا أصحاب موقف واضح، فالشجاعة أن تواجه خصمك وتقول أمامه ما تؤمن به، أما أن تنظر له بصفته ظالما وتتعاون معه على ما تصنفه بالظلم، وبعد ذهابه تأتي لتشتمه، فتلك ليست عدم شجاعة فحسب بل «قلّة مرجلة ومروءة»!
أقول هذا مع يقيني التام بأن المثقف لا بد أن يكون صاحب موقف واضح، وشجاع في أن يصدح بقناعاته ولا يخشى ردة فعل المجتمع أو أي سلطة أُخرى، وبأن المعرفة وحدها دون موقف لا تعطي صاحبها حق تصنيفه مثقفا أو مفكرا، فلا ثقافة ولا فكر بلا حرية، والمثقف الذي يتنازل عن حريته أو يداهن على حسابها يكون هو من تخلى عن حريته، وبالتالي تخلى عن مصداقيته، وبهذا من الطبيعي ألا تُقبل شهادته، ومن الطبيعي أن يتشكك القارئ من شهادته التي كانت تنتقد وضعا كان هو أحد أبطاله، ويمتدح واقعا أصبح هو أحد أبطاله الآن.
الأهم، أو الجانب الإيجابي كما يقال بأننا متفقون على خيبات الماضي، وراضون بالحاضر، ومتفائلون بالمستقبل، فماذا سنقول ونفعل الآن كي يكون شاهدا على غدٍ؟