البلد

البار: رحيل أمي فاجعة وخاتمتها تسبيح

n u0627u0644u0645u0639u0632u0648u0646 u064au062au0648u0627u0641u062fu0648u0646 u0644u062au0642u062fu064au0645 u0627u0644u0648u0627u062cu0628 u0641u064a u0648u0641u0627u0629 u0648u0627u0644u062fu0629 u0623u0633u0627u0645u0629 u0627u0644u0628u0627u0631 u0641u064a u0645u0643u0629 u0623u0645u0633 u0627u0644u0623u0648u0644 (u0645u0643u0629)n
«انقطع الوقود بانقطاع دعوات والدتي التي فارقت الحياة أمس الأول، وتوسدت الثرى في مقابر المعلاة، ولم يداهمني الكبر إلا بعد رحيل الحنان الذي كنت ألمسه في نظراتها كل صباح ومساء، عشت كل حياتي طفلا في نظرها وكانت تمثل لي كل الحياة»، ذلك ما قاله أمين العاصمة المقدسة أمين هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور أسامة البار في فاجعته على فراق والدته التي وافتها المنية أمس الأول.

ويضيف البار في حديث لـ»مكة« البارحة في أول أيام العزاء الذي تقاطرت فيه طوابير المعزين من رجالات مكة ومسؤوليها لتأدية واجبهم في وفاة والدتهم »كنت أعيش ووالدتي الفقيدة في منزل واحد، ولا أغادر المنزل كل صباح إلا بعد الجلوس معها والاستئناس بحديثها ووصاياها، وفي المساء نفسه وفور دخولي المنزل كانت أمي وجهتي التي لا غنى لي عنها، حيث جمال الحديث المفعم بالذكر والدعاء، وما زالت يتررد في مسامعي صوت دعاء والدتي بالنصر والتوفيق والتمكين، (الله ينصرك، الله يوفقك، الله يسدد خطاك) دعوات والدتي التي افتقدتها بموتها«.

وقال «رحيل الأم لا يشعر بمرارته إلا من عاش تفاصيله، وعشت في 1420 مرارة فقد والدي وحزنت كثيرا، إلا أن وجود والدتي معنا خفف جزءا من فقد والدنا، وظلت رحمها الله لي ولإخوتي البلسم الشافي وتحملت مسؤولية والدي إضافة إلى مسؤوليتها، كما حافظت على تماسك العائلة والتفاف أفرادها حول بعضهم، وكانت رحمها الله ثابتة على القيم الفاضلة في التواصل الدائم مع الأقرباء والجيران، وكانت تذكرنا دائما مع أبنائها وأحفادها بالقيم والمبادئ الإسلامية وتطالبنا بخدمة الوطن».

ويتذكر البار قصص ومواقف حدثت مع والدته خلال حياتها، ومنها أنها كانت تذكره في كل مسؤولية يتحملها خلال حصوله على المؤهلات العلمية والمناصب التي تقلدها في جامعة أم القرى ومعهد أبحاث الحج والأمانة وهيئة تطوير مكة بمراقبة الله في السر والعلن في الأقوال والأفعال، وكانت دائما تحثه بمساعدة الناس والوقوف معهم بكل طاقته.

الدكتور أسامة البار يصف اللحظات الأخيرة في حياة والدته بالصعبة، وزاد »كانت يرحمها تشعر بدنو أجلها، وكنت ملازما لها حتى فارقت الحياة، وكانت سبحتها لا تفارق أصابع يدها اليمنى التي لازمها الذكر والدعاء، وكانت خاتمتها أنها نطقت الشهادة وتوفيت وأصابعها في وضعية التسبيح، وكانت وصيتها قبل الرحيل مخافة الله، وفي ذلك اليوم كعادتي أمضيت وقتا في تدليك أرجلها للتخفيف من آلامها وكانت تدعو لي بالتوفيق والنجاح وصلاح الأبناء«.

وزاد نقلا عن الدكتور صالح العايد »يظل الرجل طفلا حتى تموت والدته، والوالدة هي حياتي ولم أفارقها منذ طفولتي حتى رحيلها، ونسأل الله أن يجبر كسرنا ويرحمها رحمة الأبرار ويعوضنا فيها خيرا«.