الرأي

(البايو) فاكهة الفرجة على الناس!

يمين الماء

حسناً، (البايو) هو ما يعرّف الإنسان نفسه في تويتر، ويمكنك أن تختصر قرار متابعتك لشخص ما من خلال (البايو)، وأول ما تكتشف المتواضع بـ(البايو) وأول ما تكتشف المريض النفسي في (البايو)، وبعضهم مخادع كاذب منافق، وآخرون يعانون من جنون العظمة، وبـ (البايو) (كمان)، فيكتب: اختلافنا رحمة وهو يتفنن (شتم ولعن خصومه)، ولو سألته: أين الرحمة؟ لقال: (هذه الرحمة، ما بعد جاك الشتم حتى الآن!).

والآخر الذي كتب في تعريف نفسه أنه كاتب، ثم أضاف: شاعر وروائي وناقد ومهتم في الحراك الثقافي، يجوز لكَ أن تسأله: (لك في الطب النووي؟ تفهم في الهندسة الكهربائية أيضاً؟).

آخر؛ تشعر بعصبيته في (البايو)، فهو غاضب من التعريف عن نفسه، ويكتب أنه لا يحاور السفهاء وهو أحدهم، ويكتب أنه يحب الحوار البناء والنقاش الهادئ، وصوت البذاءة يصل لبيت جيرانك من أول تغريدة إلى آخر تغريدة.

أما السيدات فتكتب إحداهنّ إن الخاص مهمل، حسناً الموضوع لا يحتاج إعلانا، أهمليه ويعرف المرسل أنه هو ورسالته الخاصة مهملان، والأنكى أن أخرى تكتب: لا أرد إلا على بنات حواء، وليتها كتبت: (ما أحلل الذكور الذين يقرؤون لي)، ورمزت لها بصورة (الشلحة المضيئة).

وفي (البايو) من يصفّ العائلة الكريمة كلها، وهذا نبل، لكن السؤال القصيمي الفضولي: (وشوله أهلك معك بالبايو)، أحد الأصدقاء القريبين جداً كتب في تعريف حسابه، معلم رياضيات، ولم يكتب معادلة واحدة في حسابه، ما الهدف من هذه المعلومة الرياضية الحسابية غير المفيدة!

ولا أريد أن ألوّث أعينكم بالحديث عن حسابات إباحية منحرفة أخلاقياً، في خضم ولوغها في شهواتها العفنة، تأخذها الغيرة وتشارك في حوارات دينية تدافع عن بعض المبادئ والقيم.

أما المتلصص الغبي ذاك الذي ترك (بيضة) كصورة له، ولم يكتب تعريفاً لنفسه في البايو، بل اكتفى بثقتي فيه أنه ليس أكثر من متلصص على ماذا يكتب فلان من أقاربه وزملائه في العمل!

تأملوا (البايو) يا عباد الله، فوالله ستجدون فاكهة الفرجة على الناس.