الرأي

بلدي جدة.. رفقاً يا عبدالمعين!

تناقلت الصحف خبر السيد عبدالمعين صاحب المثل الشهير، واسمه الحقيقي (المجلس البلدي بجدة) الذي بدأ أول اجتماعاته عاصفا، وعلا الصراخ، والضجيج، وكاد الاجتماع الأول أن يُلغى (أكثر مشاكلنا أن الفعل دوما مبني للمجهول، ونائب الفاعل مستتر).

وبالتأكيد مدينة جدة تعاني منذ سنوات من مشاكل بلدية جمة بعضها تسبب بكوارث، وبعضها كاد أن يتسبب، لكن هذا السبب رغم أهميته ووجاهته لم يكن هو السبب، السبب الأهم هو تجرؤ (الحريم) على الدخول في (مجلس المجلس)، وإصرار الرجال على بقائهن في (المقلط)، طبعا لا يختلف اثنان أن المشكلة متعلقة (بالفكر)، وإلا فما الفرق بين الصالة والمجلس والمقلّط، وأنا بدوي سأتبرع – إن سمح لي الأعضاء- لأكون ممثلا للجنة إصلاح ذات البين، وأقترح أن تبقى النساء في (المطبخ) حيث تكمن أهمية الطبخة، ففي الدورتين السابقتين كان الأعضاء في جميع أنحاء المملكة قابعين في المجلس (قهوة ودق حنك)، فيما المطبخ لم يخرج منه أي قرار يُقنع الناخب أو المواطن.

والآن نحن أمام تجربة جديدة نعوّل فيها على قرارات «مطبوخة» بعناية، لكن إن كان الرجال يعتقدون أنهم ما زالوا هم المخولين بتحديد نوع الطبخة وكمية المقادير، وللنساء من الأعضاء «التبصيم» وترتيب «السفرة» فمعنى ذلك أننا سنعود لطبخات الدورات السابقة التي أثبتت أن المثل الشعبي «طبخك يا الرفلة كليه» ليس محصورا على النساء، فبعض الرجال «أرفل» بامتياز.

وللأمانة رغم أخبار الصراخ والضجيج، ورفض النساء من الأعضاء المشاركة من وراء حجاب حاجز، إلا أن الكارثة لم تحصل – ليست كارثة سيول أو أنفاق متعلقة بالبلدية فنحن في أول يوم – فقد يسر الله ولم تفز إحدى النساء، ولو أن ذلك دونه خرط القتاد وفتل الأشناب، فما هي نظرة الرجال وأبناء العشيرة عندما يرون من انتخبوه يعمل تحت رئاسة امرأة!

الأهم أن أعضاء المجلس البلدي استطاعوا بكل مهنية وذكاء تجاوز المشاكل التي واجهتهم بنجاحٍ باهر، حيث اتفقوا على تحديد مسافة (100 سم) بين الجنسين من أعضاء المجلس، لاحظوا الدقّة في السنتيمترات، وهذا فأل خير وينبئ بأننا أمام عمل احترافي ودقيق جدا، وأتمنى أن تكون الكراسي من النوع الثابت (غير المتحرك والدوّار)، لأن أي حركة غير مقصودة ستساهم في نقص عدد السنتيمترات، وهذا قد يعيدنا للمربع الأول، وقد يستفز هذا أحد الأعضاء الرجال ليرمي يمين الطلاق بأن (لا تخاشره) امرأة مجلس!

وعلى (طاري عبدالمعين الجدّاوي)، تسيّد رئاسة المجالس البلدية في أغلب مناطق المملكة مسؤولون من إدارات أخرى، ورغم أن الأقسام التي يتولون إدارتها مليئة بالمشاكل التي أثرت على تقديم خدمتها للمواطن، فإنهم رغم ذلك أتوا للمجلس، لا أدري هل لحل مشاكل البلدية أم لتقديم خبراتهم في الفشل.. هل أبدو متشائما؟ لا أدري، لكن هناك قصيدة جميلة لبيرم التونسي تتفق مع رأيي في المجلس البلدي!

fheed.a@makkahnp.com