عندما تذكر كلمة «التفاؤل» أو تسمع شخصا يقول «أنا متفائل»، يأتيك شعور جميل، شعور بالأنس والانبساط والسعادة الغامرة، إن التفاؤل هو النور الذي يضيء لنا طريقنا في الظلماء، ويساعدنا على أن نعيش حياة ملؤها المحبة، ويجعلنا نحقق أحلامنا وآمالنا، وأن ننظر للحياة بعيون عاشقة وحالمة بما هو أفضل، ويجعلنا نحيا حياة كريمة هادئة تشع أنوارا ورضا بقضاء الله عز وجل وقدره.

ولذلك كان هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم التفاؤل في جميع الأمور، وكان يعجبه الفأل الحسن، قال عليه الصلاة والسلام: (لا طيرة وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم) «رواه البخاري».

إن المتفائل تسفر الحياة في وجهه وتزهو، وتراه بعيدا عن التشاؤم، وتراه صاحب عبارات جميلة متفائلة يسلخ من الحزن الفرح، قال إيليا أبوماضي:

قال السماء كئيبة، وتجهما قلت ابتسم يكفي التجهم في السما

قال الليالي جرعتني علقما قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما

أتراك تكسب بالتجهم مغنما أو أنت تخسر بالبشاشة درهما

قال التبسم ليس ينفع كائنا يأتي إلی الدنيا ويذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بينك والردی شبر فإنك بعد لن تتبسما

إن التفاؤل هو من علامات المؤمن الواثق بالله عز وجل، ويعد اليأس من علامات الكافر المكذب بموعود الله عز وجل، قال تعالى: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، إن الإسلام علمنا التفاؤل وعدم القنوط حتی في أحلك الظروف والأوضاع، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتی يغرسها فليفعل) «رواه أحمد».

التفاؤل سبب في حصول الخير في الدنيا والآخرة، لأن التفاؤل فيه إحسان الظن بالله عز وجل، والله عز وجل يقول كما في الحديث القدسي :( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني) «رواه مسلم». وهو يدفع الإنسان نحو العطاء والبذل ويورث طمأنينة النفس وراحة القلب.

أخيرا أقول: إذا أردنا أن نحيا حياة ملؤها الأمل والنجاح والتقدم بإذن الله فعلينا أن نفتح نوافذ التفاؤل والأمل.