لصوص الأسنان!

قد يبدو العنوان غريبا، لكن من يراجع من ألم بأسنانه عيادة من عيادات الأسنان، قد يصادفه أحد هؤلاء اللصوص

قد يبدو العنوان غريبا، لكن من يراجع من ألم بأسنانه عيادة من عيادات الأسنان، قد يصادفه أحد هؤلاء اللصوص. هذه المقالة لا تعني الكل بل أخص بها فئة محددة من أطباء الأسنان الذين حولوا تلك المهنة النبيلة وفرغوها من قيمتها الإنسانية إلى وسيلة لجباية المال على حساب الأمانة واضعين أخلاقيات المهنة مطية لتحقيق أعلى نسبة عمولة نهاية الشهر. هذه الممارسات المتنافية تماما مع رسالة الطبيب، أصبحت ظاهرة في العديد من مراكز طب الأسنان التي تتوالد كما تتوالد البقالات، فما عدنا ندري ما السر في ذلك؟ لكن أقرب الظن أنها مشروع استثماري مربح. ولا عيب في ذلك، فالاستثمار حق مشروع، لكن يبقى السؤال عن المعايير التي تمنح بها هذه التراخيص؟من المؤسف أن المريض يقع ضحية لطبيب غير متخصص، فيعالج العصب وينحت السن ويركب تلبيسات، وهو غير مرخص ولا مؤهل، فتجد تخصصه وترخيصه لا يؤهله إلى تجاوز الخلع والحشو، ومع ذلك تجده يخادع المريض بإيهامه بضرورة إجراء معالجات غير ضرورية ليحصل منه على تكلفة مالية ما كانت لتدفع لو حضرت الأمانة ووجدت المهنية. الأدهى والأمر! أن تتم تلك المعالجة وفق ممارسة طبية فاشلة بسبب ضعف التأهيل وعدم التخصص وضعف الخبرة، فتؤدي إلى نتائج سيئة يتجرع المريض آلامها، ليبدأ رحلة جديدة مع أطباء جدد لإصلاح ما أتلفه لصوص الأسنان. المؤسف أن تقف أمام عيادة طبيب أسنان بتخصص عام فيحاول جاهدا الاحتيال عليك ليجري لك زراعة أسنان، حينئذ تعلم أنك أمام لص لا طبيب. كل هذه المحاولات لأن أسعار الزراعة تجلب له عمولة عالية، أما الأمانة، أما أخلاقيات المهنة، أما شرف الرسالة فقد باعها هذا الطبيب. لا بأس أن تخسر مالا عند طبيب يحافظ على أسنانك، لا أن تخسر مالك وأسنانك عند لص بوجه طبيب! فخسارة الأسنان فادحة لأنها لا تعوض، فحتى البدائل الاصطناعية لا تقوم مقام الأسنان الطبيعية، وتعترضها العديد من الإشكاليات. من هنا أوجه نداء للتحذير من لصوص الأسنان، ونبحث عن الأطباء الأصلاء الذين يعالجون بيد أمينة، ويبرون بأخلاقيات المهنة.