الطمع يخرب ما جمع

لا أشمت بنور، فهو ابن مدينتي المقدسة أولا وعاشرا، ومواطن سعودي أولا وأخيرا، وأنا أحبه منذ أن رأيته لأول مرة في ملعب إسلام يتدرب مع فريق الوحدة.

لا أشمت بنور، فهو ابن مدينتي المقدسة أولا وعاشرا، ومواطن سعودي أولا وأخيرا، وأنا أحبه منذ أن رأيته لأول مرة في ملعب إسلام يتدرب مع فريق الوحدة. وقلت يومها للجالسين على الهرم الوحداوي ألقوا القبض على هذا الشاب صغير السن كبير العقل عبقري التصرف، فإنه سيكون أحد نجوم الملاعب. ولكن أصحاب المال من مكة بخلوا على نور فشق طريقه إلى جدة مع سماسرة من مكة، وسجله البلوي منصور على الفور وأعطاه ما يريد. ومضى نور يشغل أهل جدة الأقحاق أو قل عشاق «الإتي»، وأنفق البلوي وسواه أموالا طائلة على نور، واستمر نور يتألق ويقود «الإتي» لفوز تلو فوز. وعندما قل الصرف، أو قل إن شئت، انخفض العطاء، ذهب نور إلى النصر بالرياض، ولكنه لم يختر الوقت المناسب، وأفهمه بعض من يحيطون به أن كبار النصر سوف يعطونه أضعاف ما كان يأخذه من الاتحاد. ولما لم يجد في الرياض مبتغاه عاد إلى الاتحاد ورضي بما قسمه الله له من مال. ولكن «الطمع يخرب ما جمع» كما يقول المثل المكاوي الشعبي. فهم نور أنه سيظل نجما مهما تقدمت به الأيام، ونسي مقولة «إن الكرة غانية لعوب». لم يجد نور مخلصا عاقلا راشدا يقول له: حاسب يا أبو نوران، الكورة خداعة ولعوب، وما لها أمان، وخذ من دروس نجوم سابقين محليين وعالميين. سواء تعاطى المنشطات أو المقويات أو .. أو .. فالمصير واحد والبقاء لله. لم يجد من يقول له خذ درسا من السابقين من العباقرة في العالم، كما رددنا. إن هناك من يتربص بنور وسواه، والدور على المدافع الاتحادي القديم، والمهاجم الهلالي الأول، وأيضا المهاجم الهلالي الأخير. لا أريد أن أسبق الأحداث، فالشغل ورايا يا جدعان، وشمس تطلع خبر يبان .. اللهم لا شماتة. أقول بكل إخلاص لمن يصر على البقاء في الملاعب: ما حد يأخذ زمانه وزمان غيره، حكاية تعاطي المنشطات سوف تتكرر مع نجوم كبار في الفن سابقا صغار في العطاء لاحقا، ويا لطيف الطف.