حتى لا تتحول نقاشاتنا إلى جدل بيزنطي

في مجتمعاتنا تكثر الجدالات التي لا فائدة منها، فضلا عن إضاعة الوقت والثرثرة

في مجتمعاتنا تكثر الجدالات التي لا فائدة منها، فضلا عن إضاعة الوقت والثرثرة. فتجد كثيرا من هذه الأحاديث تنتهي دون أي فائدة، ولو بذل هذا الجهد الجدلي في شيء آخر لكان أفضل. فالوقت يمضي ولا يرجع وإضاعته بالجدل البيزنطي سوف يجعلك إنسانا مشغولا بلا شيء، وسوف تجد نفسك في النهاية كشعب بيزنطة التي سقطت بسبب خلافاتهم التي لم تنته. فمدينة (بيزنطة) وهي مدينة إغريقية قديمة كانت تقع على مضيق البوسفور، وفي عام 335م جعلها الامبراطور قسطنطين عاصمة للامبراطورية الرومانية البيزنطية، وأصبح يطلق عليها القسطنطينية، ثم تحولت بعد فتح العثمانيين لها إلى إسلامبول ثم أخيرا، وحاليا، إلى إستانبول (في تركيا). وبينما كان السلطان العثماني محمد الفاتح على أسوار القسطنطينية (بيزنطة سابقا وإستانبول حاليا) يدكها مع جيشه بالقنابل والمنجنيق، ويحاولون تسلق أسوارها العالية من أجل الدخول إليها، كان الرهبان وعلماء بيزنطة في الكنيسة الكبيرة، يتجادلون فيما بينهم عن مسألة ما إذا كانت الملائكة ذكورا أم إناثا، ويتجادلون حول من وجدت قبل الأخرى: الدجاجة أم البيضة؟! فكان هذا الجدل العقيم أحد أسباب سقوط بيزنطة!فهذا الجدال لم يعطهم إلا الخسارة والفشل، فلنحيا حياة جميلة هادئة مليئة بالنقاش المثمر ولنقض على الجدل البيزنطي!